• Default
  • Title
  • Date
  • اعداد : عزيز عربي ساجت
    المزيد
    اللغة المندائية والحاجة الملحة للبحث العلمي الدائم هناك جملة تساؤلات
  • فهيم عيسى السليم
    المزيد
    كتب الكثير عن هذا التنظيم الإرهابي الدموي ودخل الإستخدام اللغوي
  • د . قيس مغشغش السعدي
    المزيد
    بتوقف  دراسة اللغة المندائية والتعامل مع معاني مفرداتها وأسس إشتقاق
  • د. قيس السعدي
    المزيد
    قصيدة لميعة عباس عمارة حين تتحدث مع لميعة عباس عمارة،

1. هل ماء الإسالة (الحنفيات) يعتبر يردنا (ماء جاري) أم لا؟ وهل يجوز دينيا الطماشة والرشاما باستعماله؟

 

اعتقد ان الجواب على هذا السؤال، يجب ان يسبقه فهم عميق لمعنى كلمة (يردنا) في الديانة المندائية، ومن كافي نواحيها الفلسفية والدينية والتاريخية والعلمية وحتى اللغوية. لكي بالتالي يمكننا ان نصدر حكما عميقا في هذه المسالة التي تبقى لحد هذه اللحظة محل نقاش وجدال ما بين المندائيين وفي مقدمتهم الزعماء الروحيين.

 

حسب ما افتهمته من هذه الحالة، بعد دراستي وفهمي لكثير من النواحي، وأولها الدينية والفلسفية لمعنى كلمة (يردنا) والمراد منها في الديانة المندائية، وغيرها أيضا من النواحي الاجتماعية والتاريخية والعلمية. أرى بان ماء الإسالة الذي يأتي إلى البيوت من خلال الأنابيب المعدنية، هو طاهر بحد ذاته ومستوفي لشروط (يردنا) الدينية والفلسفية.

لكن هذا لا يمنع من وجوب محاولة الرجوع دائما إلى الطبيعة الأصلية إذا كانت مستوفية للشروط الدينية والنظافة والطهارة ومقبولة اجتماعيا .. فالنهر أو النبع هو الحالة المثالية للتعميد.

 

2. هل من الوجوب الاغتسال بعد المعاشرة الجسدية الزوجية، بالنسبة للزوج والزوجة؟

أن المندائية، ديانة طهارة ونظافة روحية وجسدية، لأنها تؤمن بالارتباط ما بين الروح والمادة، حتى وان كان هذا الارتباط مؤقت.

على العموم تشدد تعاليم الديانة المندائية على وجوب اغتسال (طماشا) الزوج والزوجة على حد سواء، بعد عملية الجماع.

ويجب مصاحبة هذا الاغتسال بقراءة البوثة المخصصة للطماشا. فقد ورد في الكنزا ربا ما يلي:

((عندما تقتربوا من زوجاتكم، يجب ان تتطهروا بالماء)).

 

3. هل يترتب على الزوج الذي عاشر زوجته وهي في فترة الحيض، خطيئة؟

 

من الخطايا والمحرمات المندائية معاشرة الزوج لزوجته أثناء فترة الحيض. وذلك لعدة أسباب منها الدينية الخاصة بالطهارة الروحية والجسدية، ومنها اجتماعية ونفسية وصحية وكما هو المعلوم عند الجميع، وهذا ما نصت عليه البحوث العلمية والطبية.

 

4. هل على المرأة ان تغتسل (تطمش) عند انقضاء فترة الحيض ام لا؟

 

يجب على المرأة أن تغتسل (تطمش) بعد تأكدها من انتهاء فترة الحيض.

 

5. هل ممكن أداء الرشاما في غير أوقات البراخا؟ مثلا قبل النوم أو قبل الآكل أو غيره ؟

 

الرشاما ومثلما أوضحنا معناها (راجع السؤال رقم ) هي نظافة روحية وجسدية. فلذلك ممكن تأديتها في أي وقت يشعر المرء بحاجته لها، وفي هذه الحالة تدخل من باب المستحبات. ومن المهم أن نذكره وجوب أداء الرشاما، قبل البراخا والنخاسا (النحر) والمصبتا (الصباغة).

 

6. هنالك مقولة متناقلة بين بعض المندائيين مفادها (لا تحلف صادقا أم كاذبا) !! والعصر الحالي فيه الكثير من القضايا التي يجب على الإنسان أن يقوم بأداء اليمين والقسم (الحلف)، سواء أكان في نزاعات شخصية أم نزاعات قانونية في المحاكم الرسمية، فما هو ردكم ؟!

 

ان التعاليم الربانية التي ضمها كتاب كنزا ربا المقدس، تنص على ان يكون الإنسان صادقا دوما سواء مع نفسه او مع الآخرين، وان يكون حكمه مبني على حقائق واضحة وعادلة .. فلا تمنع التعاليم المندائية من أداء القسم او الحلف الصادق الذي يكون فاعله على يقين من صحة وعدالة وصدق الامر الذي يريد القسم او الحلف عليه. وبالمقابل تنهي التعاليم الدينية المندائية من الحلف الباطل، فمنفذه يتوعده الله بحساب عسير.

(( لا تعملوا أعمال الشيطان ولا تدلوا بشهادة زور. إذا ما أردتم أن تصدروا حكما فانصفوا بالعدل ولا تحرفوه أبدا. إذا دعيتوا للشهادة فلتكن شهادتكم صادقة وعادلة. أن كل من يقلب الحق مصيره النار)).

 

7. كم زوجة يجب على الرجل أن يتزوج بحسب تعاليم الديانة المندائية؟

 

أن الديانة المندائية تؤمن بالزواج الأحادي سواء للرجل أم للمرأة .

لان الزواج المندائي يعبر عنه بارتباط متكافئ ما بين نفسين (روحين) لرجل وامرأة. فلذلك لا يحق حسب الفلسفة المندائية الشرعية أن يكون الزواج متعدد للرجل أم للمرأة.

أما بخصوص وقوع بعض حالات تعدد الزوجات بين المندائيين، هذا لا يثبت شرعيته الدينية.

 

8. هل يسمح الدين المندائي الزواج من فتاة غير مندائية أو العكس؟

 

لا يسمح الدين المندائي بالزواج من امرأة لا تحمل الايمان المندائي .. أو من رجل لا يحمل الايمان المندائي.

 

9. هل الغناء محرم في الديانة المندائية؟

 

كل شيء في هذه الحياة له متضاد ووجهين، فأما أن يكون لصالح الخير والفائدة أو يكون لصالح الشر والخطيئة .. فلذلك إذا كان الغناء يبغي إفساد الإنسان وينمي عنده الشعور الخاطئ والابتعاد عن الدين فهو محرم جدا .. أما إذا كان لتعبير عن مشاعر إنسانية ودينية راقية، فلا باس به. لان الترتيل والإنشاد المعروف دينيا ما هو إلا نوع من أنواع الغناء.

 

10. ما هي مرتبة الشوليا؟

 

طالب، سائل، مرشح للكهنوت، تلميذ تحت التجربة، جاءت من كلمة (شيالا) سؤال .. وسمي بهذا الاسم لكثرة الاسئلة التي يطرحها قلبه وعقله لشغفه بالمعرفة والعبادة. وهو الشخص البالغ الكامل جسديا (تلميذ الدين) يمر بفترة من الاختبارات الروحية من خلال فترة سبعة ايام متتالية تبدا بيوم السبت (التي لا ينام فيها، ويمر خلال السبعة ايام، هذه بسلسلة من الرموز الروحية المقدسة) .. ويمتحن من قبل الكهان (الاساتذة) ليروا مدى تفهمه وتفسيره للمعرفة الدينية المندائية، ومعرفته بالطقوس الدينية ... ويعتكف بعدها للصلاة والعبادة والدراسة لوحده مدة ستين يوما، اخره الامتحان الكبير وادائه مراسيم طقس (المسخثا) ثم يقوم بتعميد استاذه المسؤول عليه (ربي) وبذلك يصبح كاهن بدرجة ترميذا. 

 

11. هل يختتن المندائيون؟ ولماذا؟

 

ان المندائيون لا يختتنون ويعتبرون أي تبديل في جسد الانسان بغير حق، اعتراض على عظمة خلق الخالق. ونحن المندائيون نؤمن بان الرب العظيم خلق الإنسان على اكمل وجه، لان صورة الانسان مثيلة لصورة الملكي والأثري في عوالم النور (المي اد نهورا). 

أما الختان الذي تمارسه بعض الأديان أو الأقوام، وبكافة صوره وأشكاله، سواء أكان في قطع الغلفة بالنسبة للرجل او قطع جزء من أذن الإنسان او غيره. فهو لغرض ديني عموما يدل على ان هذا الإنسان المختون هو بحكم المؤمنين بالرب ومن ضمن جماعته (اذن فالختان ما هو الا تمييز الشيء، ووضع علامة عليه) .. اما المندائيون فقد ورد عندهم الختان ولكن ليس الختان المادي الذي يتعرض للإنسان ويخرج منه الدم ويعرضه للألم، وانما ختان الإنسان المندائي المؤمن ختانا روحيا يتم بختم جبهته بالماء الجاري الذي يمثل نور الله، فيمثل ختان القلب والأفعال بنور الله، هذا ما يسمى بالمندائية (روشمة وهتمتة) أي الرسم والختم (الختن) المقدس. اذن فالختان المندائي هو روحي ومعنوي اكثر مما هو مادي. 

12. ما هي الشهادة المندائية (الاعتراف)؟

 

ان الاعتراف أو الشهادة المندائية (سهدوثا) تحتوي على قانون الأيمان المندائي الجوهري وهو الأيمان برب عظيم هو الحي العظيم (هيي ربي) مشبا اشمي، الذي يمثل الوجود (الحياة)، وبأنه قد تكون من ذاته (الاها اد من نافشي افرش)، وانبعث الخلق بالتالي منه وانتشر. 

ويجب على الانسان المندائي الحقيقي ان يعرفها ويتلوها دائما وأبدا بقلب يعرف حقيقة الرب والوجود، ويؤمن به أيمانا قاطعا.

 

اكا هيي اكا ماري اكا مندا اد هيي.

اكا باثر نهور

بسهدوثا اد هيي وبسهدوثا اد ملكا ربا راما اد نهورا

الاها اد من نافشي افرش.

اد لا باطل ولا مبطل اشمخ ياهيي وماري ومندا اد هيي.

 

وترجمتها كالآتي:

 

موجود هيي ماري مندا اد هيي.

موجود بمكان النور

بشهادة الحياة، وبشهادة ملك النور السامي

الإله (الرب) الذي انبعث من ذاته.

اسمك يا هيي ماري مندا اد هيي ابدي لا يصيبه الفناء.

 

13. هل يجوز التعميد بالأحواض؟

 

نعم، يجوز التعميد في الأحواض إذا كانت ذا ماء جار حي نظيف، ووضعية اجتماعية مقبولة. ويجب ان يكون الماء الذي فيه، مستوفي لشروط يردنا الدينية.

 

14. هل الماء الجاري وحده يطهر الفرد المندائي؟

أن الماء بحد ذاته لا يطهر الفرد، وانما يطهره التزامه باركان شخصيته ودينه المندائي الخمسة والتي هي (راجع سؤال وجواب رقم )، والصباغة بالماء الجاري الحي (اليردنا) تأكيد الطهارة والقبول من قبل الحي العظيم (مسبح اسمه). فلذلك يدعو الدين، المندائيين أن يطهروا أرواحهم في السلوك المستقيم والالتزام بالصوم الكبير، قبل ان يطهروا أجسادهم بالماء. فبعد التزامه بالصوم الكبير وابتعاده عن كل السيئات يغطس في اليردنا الحي ويتقبل أسرار المصبتا ويتقدس بهذه المياه والأسرار الخاصة بها لتكون التوبة الصادقة من نصيبه والولادة الجديدة لحياته مع حياة الحي العظيم (مسبح اسمه).

 

15. هل يصطبغ (يتعمد) المندائي بالماء؟

 

المندائي يتعمد باسم الحي العظيم (هيي ربي – مشبا اشمي) وبواسطة الماء الجاري الذي له أهمية وقدسية من الناحية العلمية واللاهوتية.

 

16. ما هي أهم مستلزمات الصباغة بالنسبة للشخص الذي ينوي أن يتقبل أسرارها؟

 

من الأهمية أن ندرك بان قبل تناول أي طقس مندائي، يجب أن نشعر بخطايانا التي تذلنا دائما، ونطلب توبة عميقة وجدية. فهذا هو الأهم من الناحية الروحية والنفسية للمرء الذي ينوي تقبل المصبتا المندائية ودخوله إلى رحلة روحية لتأمل الحياة.

وان أهم مستلزمات المرء الذي ينوي الاصطباغ باليردنا، هي:

1. اعتراف بخطايا، وطلب التوبة.

2. يجب ان يرتدي الملابس الدينية البيضاء (الرستة) بأجزائها الخمسة.

3. يضع اكليل من نبات الآس الطبيعي (يمثل التاج) في خنصر يده الأيمن.

4. يجب ان يكون عارفا لاسمه الديني. ويستخرجه رجل الدين من معرفة الشهر واليوم والساعة التي ولد بها، مع معرفة اسم والدته الديني.

17. هل تأمرنا الديانة المندائية بالتعميد (المصبتا) ؟ متى وفي أي حالة؟

 

ان التعميد الحي (المصبتا) أساس وشعار الديانة المندائية وجوهرها. وهنالك حالات معينة يمر بها الإنسان على طول مشواره وسفره في هذه الحياة الأرضية، يحتاج ان يتقبل أسرار الصباغة المندائية الحية وان يعلن ويجدد انضمامه لسلام ومحبة ونور ملكوت هيي ربي (مشبا اشمي). ومن هذه الحالات هي:

1. التعميد (الصباغة) الأول. أي الدخول للديانة المندائية. واعلان الانضمام لجماعة (اخوان الحق) اهي اد كشطا.

2. تعميد الأعياد والمناسبات. لننال بركة الحي العظيم في عيده ومناسبته الجليلة.

3. تعميد الزواج. التطهير المادي والروحي لاخذ عهد الزواج.

4. تعميد التوبة. عندما يريد الإنسان ان يتوب إلى هيي ربي (مسبح اسمه) وان يسلك طريقه النوراني.

5. صباغة التجديد. عندما يريد الإنسان ان يجدد ولادته، وان يجدد رسمه ويقويه.

6. صباغة الزوج والزوجة بعد اسبوع الزواج.

7. صباغة حاملي الجنازة.

8. الصباغة قبل تكريس رجل دين جديد.

9. صباغة رجال الدين في حاله تعرضهم لأي خطأ غير قصدي أثناء أداء المراسيم الدينية كافة.

10. صباغة المرأة بعد شهر الولادة.

 

18. إذا كان هناك شخص لا يسمع ولا يتكلم، فهل يسمح له أن يتعمد؟

 

في البدء يجب ان نذكر بان المندائية، دين رحمة ومحبة وسلام. وان الأيمان ومحبة الرب الحي (هيي ربي-مشبا اشمي) لا تقاس بالسمع والنطق والكلام، فربنا اعلم بما في نفوسنا وأعماقنا وقلوبنا، وان الأنفس لا تعاب ولا تزدرى بما يصيب الجسد من أمراض او علل او أوجاع، ولكن تقاس بأعمالها وتصرفاتها ونوعية فكرها. 

نعم يسمح لهكذا شخص أن يتعمد (يصطبغ) بعد ان يخصص له (الأب الروحي) المناسب، والذي يتكلم نيابة عنه مع حضور الشخص نفسه، وارتداءه الملابس الدينية كاملة، ويتقبل بالتالي أسرار المصبتا كافة.

 

19. ما هو مصير الفرد الذي لم يتقبل المصبتا؟

 

في البدء يجب ان نوضح بان كل إنسان لم يتقبل المصبتا المندائية هو إنسان غير مندائي. فالمصبتا الأولى تعني دخوله فعليا في حيز جماعة المؤمنين المندائيين .. فلذلك لا يوجد بديل للمصبتا (الصباغة) لان يكون الفرد مندائيا.

 

20. لماذا لا يستطيع رجل الدين تعميد (صباغة) زوجته؟

 

بما ان الديانة المندائية تؤمن بان الرجل والمرأة سواء في الخلق ومكملين الواحد للآخر .. فلذلك تعتبر زوجة رجل الدين نصفه الثاني المكمل فلا يستطيع ان يصبغ (يعمد) نصفه لأنها تعتبر نصفه المكمل. وكذلك ان التعميد يستوجب ان يكون الفرد كاملا ليتناوله. فمن منظور الديانة المندائية بان الزوج والزوجة هما حالة واحدة متصلة (أي نصفيين متساويين) وهذا ما حصل لهما عند تكوينهما الجديد (ولادتهم الجديدة) في مراسيم الزواج المندائي المقدس.

 

21. ما هي أهم الحالات التي لا تسمح للفرد بان يتقبل التعميد؟

 

هنالك حالات معينة طبيعية تمر على الإنسان (ذكرا او أنثى) تخل بطهارته الطبيعية، فيمتنع عن تناول المصبتا، ومن هذه الحالات:

1. للمولود الجديد أثناء شهر الولادة. إلا بعد إكماله الثلاثين يوما، يستطيع ان يتقبل المصبتا.

2. للمرأة الوالدة حديثا الا بعد إكمالها الشهر. وتستطيع ان تصطبغ مع وليدها الجديد.

3. للمرأة الحامل. وتزول هذه الحالة بعد شهر من الإنجاب.

4. للمرأة الحائض. بعد زوال مدتها وطماشتها (تغتسل).

5. للرجل المجنب الا بعد طماشته (يغتسل).

6. للزوج والزوجة أثناء الأسبوع الأول من زواجهم دينيا (أي من عقد المهر الديني). ويتعمدون بعد إكمالهم الأسبوع.

7. للرجل الذي امرأته ولدت مولودا جديدا. ويحق له ممارسة أعماله الدينية ومن ضمنها التعميد، بعد ان تستكمل المرأة شهرها.

 

22. لماذا لا تستطيع المرأة الحامل أن تتعمد؟

 

لا يحق للمرأة الحامل ان تتعمد لان في أحشائها يجري تكوين كائن جديد (مولود) له خصائصه المميزة ككائن مستقل.

 

23. ما هي أوقات الصلاة الرسمية المندائية (الرشاما والبراخا)؟

 

الفرض الأول (فراش زيوا) يكون في الصباح الباكر ومع انفلاق أشعة الشمس .. الفرض الثاني (شبا شايي) في منتصف الظهيرة، بعد سبع ساعات من صلاة الصباح .. والفرض الثالث (فاينا) عصرا وقبل زوال أشعة الشمس. وممكن ان تقام في أوقات تقريبية.

 

24. هل يوجد جمع صلاتين رسميتين في آن واحد؟

 

لا يمكن جمع صلاتين في ان واحد في المندائية. وكل صلاة (براخا) تقام في زمنها المعين سواء صباحا ام ظهرا ام عصرا .. وإذا تم ترك إحدى هذه الفروض الثلاثة بسبب معذور، وإذا كان زمن الفرض قد انتهى، عندئذ يتم الانتقال وتأدية الفرض الآخر الذي بعده.

 

25. اذا ارتبط شخص في عمل أو سفر، بحيث جعله يترك إحدى صلواته الرسمية .. كيف التعامل وهل مقبولة حالته؟

 

اذا كان لديه سبب معذور لترك إحدى صلواته فالحي العظيم (مسبح اسمه) هو الغافر الرحيم المحب لنا ولخلقه. وإذا استطاع أن يؤديها في نهاية زمن الفرض، فلؤديها، وان لم يستطع فليؤدي الفرض الذي يليه.

 

26. هل هناك صلوات شخصية مندائية؟ وما هي أوقاتها؟

 

الإنسان المؤمن دائما في احتياج لذكر ربه والإحساس بوجوده .. فلذلك تقول الآية المندائية من الكنزا ربا ما يلي : 

((اذكروا الرب في قيامكم وقعودكم وذهابكم ومجيئكم وفي جميع الأعمال التي تعملون))

وأيضا يجب على المؤمن المندائي ان لا يزول اسم الرب الحي العظيم من فمه وقلبه أبدا .. ويستطيع المندائي ان يصلي بتلاوة البوث المقدسة من الكتب الدينية وخاصة من كتاب الصلوات والأدعية (نياني الرهمي – تراتيل الرحمة) وفي أي وقت يشاء، فهذا الأمر متروك للمؤمنواحتياجه ووقته.

 

27. ما هي مدة الصيام المندائي الصغير؟ أو بعبارة أخرى، ما هي المواد التي يمتنع عنها الصائم؟

 

ان الصيام الصغير، من الأهمية ان يؤديه المرء المندائي المؤمن .. وتبلغ أيام الصيام المندائي 36 يوم، موزعة على أيام السنة، وتعرف من خلال التقويم المندائي، وتسمى (مبطل). ويمتنع خلالها المرء عن تناول اللحوم والأسماك والبيض، وكل أكلة (وجبة طعام) حاوية أو تدخل المواد السابقة في تكوينها. ويستمر يوم الصائم من شروق الشمس إلى نهاية ليلة اليوم.

 

28. يقال ان الصابئة يعبدون النجم القطبي !! وبدليل انهم يتوجهون إليه أثناء صلاتهم!! فما هو تعليقك؟!

 

ان ديانة الصابئة المندائيين، ديانة رفيعة التوحيد، وإنها لا تؤمن بأي تجسيد مادي للمقدسات اللاهية. وهذا مما لاشك فيه البتة. 

ومثلما أوضحنا سابقا (راجع جواب سؤال رقم ) ما تمثله القبلة او الاتجاه للمندائيين. ان النجم القطبي لا توجد له أي أهمية من الناحية الدينية والروحية في المعتقدات المندائية، ولكن يستعمله المندائيون حالهم حال بقية الأقوام الأخرى، للاستدلال بجهة الشمال لان هذه الطريقة كانت ولازالت المتبعة في معرفة جهة الشمال لا غير،وللتطور الذي شهده العصر الحديث استخدم المندائيون كغيرهم، الوسائل والتقنية الحديثة (مثل البوصلة) عوضا، لمعرفة جهة الشمال. 

29. هل تدخل إعالة الوالدين والآهل ضمن باب الصدقة؟

ان للصدقة أهمية كبيرة في التعاليم الدينية المندائية، لما لها أهمية انسانية وتراحم بين الناس .. إضافة إلى انها الصفة الأكثر عظمة التي يتصف بها الإنسان المؤمن، لما لها من جانب مهم يظهر الصفات الأخلاقية للإنسان عموما.

وممكن تسمية الصدقة بالتضحية في سبيل الآخرين، فليس المال وحده ممكن أن نتصدق به، ولكن الكثير مما يمتلك الإنسان، ممكن أن يتصدق به إلى الخلق بأسره.

ان المندائية توصي المؤمنين بان يراعوا ويكافئوا ويهتموا بالوالدين والأهل .. وان إعالة الوالدين واجب وفرض مقدس على الإنسان المندائي ولا تدخل ضمن باب الصدقة والإيفاء بها وهي إحدى أركان الديانة المندائي.

 

30. ماذا يقول المندائي عندما يجلس ليتناول الطعام؟

 

ينطق البشملة المندائية (البسملة) والتي هي: 

اشما اد هيي اشما اد مندا اد هيي مدخر الخ = اسم هيي مندا اد هيي مذكور عليك).

ويردد صلاة ودعاء شخصي، إضافة لشكر (هيي ربي – مشبا اشمي) على نعمه وبركاته.

 

31. ما هو مفهوم الديانة المندائية للصدقة (زدقا)؟

 

ان هذا الركن من الأركان المهمة والفرائض الواجبة ومن الأخلاقيات الكبرى التي يتصف بها الإنسان المندائي المؤمن.

فقد ورد في الكنزا ربا في هذا الشان ما يلي: 

(( أعطوا الصدقات للفقراء واشبعوا الجائعين واسقوا الظمأن واكسوا العراة .. لان من يعطي يستلم .. ومن يقرض يرجع له القرض)).

وان نبينا الحبيب يهيا يوهنا (مبارك اسمه)، يؤكد ان الصدقة خير من الزوجة والأبناء يوم الدين .. يوم التقائنا برب الخلق والحياة.

واهم ما في مفهوم الصدقة في المندائية، هو أن تشعر بواجبك اتجاه أخيك الإنسان، الذي لا يملك مما وهبه الرب الحي العظيم لك من نعمة. فيجب علينا تقاسم هذه النعمة بيننا لكي يرضى عنا الله. فكما الرب العظيم وهبنا من نعمائه الكثيرة، وشاركنا بها كما يشارك الأب أبنائه، فيجب علينا، ان نتمثل برب النعمة وواهبها.

يأمرنا الهيي ربي (مشبا اشمي) في كتابه المقدس كنزا ربا .. بان نعطي الصدقة سرا، وعدم المجاهرة بها .. فيجب ان تكون لوجه الرب العظيم وليس لغاية شخصية .. فقد جاء بهذا الخصوص ما يلي:

((ان وهبتم صدقة أيها المؤمنون، فلا تجاهروا .. ان وهبتم بيمينكم فلا تخبروا شمالكم، وان وهبتم بشمالكم فلا تخبروا يمينكم .. كل من وهب صدقة وتحدث عنها كافر لا ثواب له)).

فيا اخوة الحق والنور .. ان من يؤدي الصدقة .. فانه يفدي نفسه وعائلته واهله من كل شر .. ويقترب من الحي العظيم.

 

32. ما هو مفهوم الديانة المندائية للصوم الاكبر (صوما ربا)؟

 

قبل ان ندخل في شرح هذا الركن .. يجب أن نفهم معنى كلمة (الصيام).

ان الصوم يعني الامتناع عن شيء وعدم تقبله لفترة من الوقت، مؤقتة او دائمية.

والصوم المندائي .. الأول والكبير .. هو اعظم من الكف عن الطعام والشراب .. بل هو الكف والامتناع عن كل ما يشين الانسان وعلاقته مع الرب الهيي ربي (مشبا اشمي) وإخوانه البشر .. وهذا الصوم يستمر ما دام في الانسان حياة تنبض في عروقه.

ولقد امرنا الرب العظيم به في كتابنا المقدس كنزا ربا، فهو يقول: 

((صوموا الصوم العظيم ولا تقطعوه إلى ان تغادر أجسادكم، صوما صوما كثيرا لا عن مأكل ومشرب هذه الدنيا .. صوموا صوم العقل والقلب والضمير))

فيجب ايها الأحبة ان نحافظ على نقاء وصفاء أنفسنا من كل دنس وشهوة واعمال باطلة. فالصوم الكبير يعني صوم حواس وجوارح الإنسان من كل السيئات.

وهنالك أيضا ايها الأحبة ما يسمى .. بالصيام الصغير .. وما هو إلا تذكرة للإنسان بصيامه الأكبر .. ويتم بالكف عن تناول لحوم الحيوانات وذبحها خلال أيام معينة من السنة .. لكون أبواب الشر مفتوحة على مصراعيها، فتقوى فيها الشياطين وقوى الشر، لذلك نطلق عليها أيام (مبطلة) .. لذلك ايها المؤمنون ، يجب على الإنسان فيها ان يجند نفسه بجوعه وحرمانه عن الطعام الدسم، واكتفائه بالقليل ليتذكر صيامه الأكبر فيمتنع عن كل الفواحش والمحرمات.

 

33. ما هي أهم محرمات الديانة المندائية؟

 

ومحرمات هذه الديانة مسندة بنصوص واضحة في الكتب المقدسة، ونوجز بعض من هذه المحرمات :

· جدف أسم الله ( أي الكفر به وتوطئة شانه).

· القتل ، السرقة ، الخداع ، الكذب ، التأويل ، شهادة الزور ،الحسد ، النميمة ، الغيبة ، خيانة الأمانة والمعشر ، وكل ما يسيء التصرف الإنساني .

· الزنا ( وهو من الكبائر العظمى المؤدية الى النار المهلكة ).

· السجود لغير الحي العظيم (مسبح اسمه) وعبادة الكواكب والأفلاك و البشر والنار والماء ، وكل شيء غير الخالق الأزلي (هيي ربي).

· السحر والشعوذة بكل أنواعه.

· قتل الحيوان بدون سبب، وتاذيته عند نحره.

· أكل دم الحيوانات والميتة منها ، وذبح الحامل، واكل الحيوانات المفترسة.

· كل الأعمال التي تضرر صحة الإنسان الجسدية والروحية والعقلية.

· البكاء والنواح ولبس السواد على الموتى .

· التحدث بالصدقه بعد اعطائها

· الربا والتعاطي بالربا سرا .

· الختان وأي تغيير في جسد الإنسان الذي وهبه الله له ( بأحسن خلق ).

· تلويث الطبيعة والأنهر.

· الانتحار وإنهاء الحياة والإجهاض المتعمد .

· عدم أداء الفروض الدينية مثل الصلاة والصوم واعطاء الصدقة والتعميد.

· الحلف او القسم اذا كان باطلا.

· الرهبنة.

· التشبث حد العبادة بالدنيا الفانية وبمقتنياتها الزائلة.

 

34. ما هي أهم محرمات الآكل والشرب؟

· عدم آكل الميتة من الحيوانات، والدم.

· الأنثى الولودة.

· عدم آكل الذبائح الا بعدما ان يتم ذبحها حسب الطريقة المندائية بذكر اسم (هيي ماري مندا اد هيي) عليها. 

· أكل الأسماك التي لا تحوي على صدف. أو الولودة.

· الحيوان المفترس من قبل حيوان وحشي.

· المشروبات المسكرة.

· المخدرات، ماعدى التي تدخل في الأدوية الموصوفة للعلاج الطبي.

· كل شيء ضار للإنسان وصحته.

 

35. كم عدد أسماء الرب (الله) في المندائية؟

 

أن المندائية لا تؤمن بان الرب له عدد معين ومحدد من الأسماء والصفات، لأنها تؤمن بعدم محدودية الرب فلذلك تسميه الحياة .. وهذا ليس معناه بان المندائية لا تؤمن بمركزية الرب. وانما المندائية تؤمن برب واضح المعالم، مفصح عن نفسه، مقيم ومتربع على عرشه، ليس لقوته ورحمته وحبته حدود، وهو مقيم في الفضائل جميعا.

 

36. ما هو نظر الدين الصابئي المندائي لبناء القبور؟ وزيارتها وتمجيدها؟

ان الديانة المندائية تنظر بقدسية الى (نشمثا) المتوفي، والمقصود بها روحه (نفسه)، والتي تعتق من سجنها (جسدها) وتنطلق نحو الاتحاد بالملا الاعلى والموطن الذي جاءت منه في الاصل. فلذلك ينصب الاهتمام في الديانة المندائية على النشمثا. وبالمقابل فانها تحرم اشد التحريم الاهتمام بالجسد بعد انتهاء مدة الخمسة والاربعون الخاصة من يوم الدفن. لان الجسد ليس الا وعاء من طين ورجع الى اصله، وليس له اهمية من الناحية الفكرية والايمانية في الديانة المندائية. فلذلك تحرم تعاليم الديانة المندائية من بناء القبور بشكل مضخم، وزيارتها وتبجيلها.

 

37. هل يجوز ان نستعمل ماء الحنفية في اداء الرشاما او في الطماشا؟

يجوز استعمال ماء الحنفية (الاسالة) في الرشاما المخصصة للبراخا، وكذلك الطماشا بكافة انواعها.

 

38. اذا اردت ان اقوم بالذبح لنفسي، ولايوجد شكندا (شاهد) متوفر قريبا مني، مع العلم اني متزوج؟

ممكن ان يقوم الابن (حتى ولو كان قاصرا) بدور الشاهد (شكندا) في عملية الذبح الديني، واذا تعذر وجوده فمن الممكن ان تقوم الزوجة بمثابة الشاهد (شكندا) لانها تعتبر نصف الزوج المكمل.

 

39. ما هي اصول وشروط الذبح الديني المندائي (النخاسا)؟

· ان يكون الذابح حلالي (اذا كان الذبح لغرض ديني).

· ان يكون هناك شكندا (شاهد على صحة العملية).

· ان تكون السكين حادة لكي لا يتعذب الحيوان.

· ان يكون الذبح للحيوانات المحللة فقط.

· ان يكون الحيوان لا عيب فيه او نقصان (اي لا يكون ذا عين مفقوعة او زائدات لحمية في عنقه او مكسور الارجل او مقلوع الاضافر ... الخ).

· ان تقرا الصلوات الخاصة بالذبح.

· ان يكون الذبح لاجل الاكل.

· ان تطمش وتنظف الذبيحة بالماء الجاري.

· ان تسهد الذبيحة بعد الذبح (اي برش قليلا من الملح على مان النحر مع امرار النار عليها ونطق البسملة).

 

40. هل يجوز لبس السواد واللطم والنواح وقص الشعر او القيام باعمال مؤذية للجسد والنفس؟

جميع هذه الافعال محرمة في الديانة المندائية، لانها تؤثر على عروج النفس الى باريها.

 

41. اذا هناك شخص متوفى لانعرف ملواشته، ونريد ان نعمل له طعام الغفران (اللوفاني) فكيف نتصرف؟

اذا لم توجد اي طريقة لمعرفة ملواشته الحقيقية، فمن الممكن ان يطلق عليه الاسم (ادم بر هوا) للرجل و(هوا بث هوا) للمراة، وتقام على ارواحهم الصلوات وادعية الغفران.

 

42. اذا توفى احد المندائيين في بلاد الغربة، وفي اغلبية البلاد التي يعيشها المندائيون لا توجد لديهم مقبرة خاصة، فلذلك يقوم المندائيون بالدفن في المقابر العامة او في المقابر المسيحية، ومن المعروف بان اتجاه القبلة يختلف عنا، فكيف التصرف؟

يجب معرفة اتجاه القبلة (بيت اواثر) عند دفن الميت. والقبلة عند المندائيين وكما هو معروف، باتجاه الشمال وهو (بيت اواثر).

 

43. هل يجوز وضع الشريجة والتخت مع جثة المتوفى في صندوق خشبي كبير (تابوت) ودفنه؟

يجوز وضعها جميعا مع جثة المتوفى في تابوت خشبي، ودفنها معه. ويجوز ايضا استعمال خيوط مصنوعة من القطن او الكتان الطبيعي.

 

44. ما هو الوضع الديني الصحيح بالنسبة للمتوفى؟

ان يسجى على ظهره، ان يكون وجهه مواجها لجهة (بيت اواثر – القبلة المندائية) والتي هي الشمال دوما، وان يكون وضع يديه في حالة الانبساط بجانب جسده.

 

45. اذا توفى احد المندائيين ولم يكن لديه معيل ، ولا يوجد لديه تركة مالية لتسديد نفقات الدفن، فكيف التصرف؟

 

يتحمل المندائيون كافة الامور المادية والمعنوية لهكذا حالة، من الدفن واللوفاني واقامة مراسيم العزاء.

 

46. ماذا يجب على الراشم والبارخ ان يرتدي من الملابس اثناء اداءه لصلواته؟

من المحبذ ان يرتدي الملابس الدينية كاملة (الرستة)، وان تعذر ذلك فمن الممكن اداءه البراخا باي ملابس نظيفة ومستورة، ومن المحبذ ايضا ان تكون بيضاء، ولابسا للحزام الديني المقدس (الهيميانا).

47. ما هي مناسبة كنشي وزهلي؟

 

كنشي وزهلي (الاجتماع والتطهير): توافق هذه المناسبة في 30 طابيت مندائي الموافق 21 تموز ميلادي وهو اليوم الأخير في السنة المندائية حيث يصطبغ فيه المندائيون ليتهيئوا للكرصة، وان النصوص الدينية تنص على وجوب صباغة الفرد المندائي في هذا اليوم والصباغة فيه بملابس دينية جديدة تعادل سبعون مرة.

48. ما هو معنى مناسبة يوم الغفران؟

 

يوم الغفران او ما يسمى تذكار أبو الهريس، والذي يوافق في 1 تموز مندائي الموافق 19 كانون الأول ميلادي، وفيه قام أبونا نوح وابنه سام بعمل طعام الغفران (الليافة ) على أرواح الذين أماتهم الطوفان ،فلم يكن على متن سفينتهم سوى الحبوب التي جمعوها وهي سبعة أنواع من الحبوب وهي تمثيلا لأيام الأسبوع فسمي اليوم بيوم الهريس نسبة لهرس تلك الحبوب .

 

49. ما هي مناسبة دك الفل؟

 

دكُ الفل: توافق هذه المناسبة في 1 آيار مندائي الموافق 20 تشرين أول ميلادي حيث هبط الملاك هيبل زيوا بأمر من ملك النور العالي الى الأرض كي يعمرها ويهيئها لخلق أبونا آدم (مبارك اسمه ) حيث كانت الأرض خربة تكسيها المياه وكان غذائه التمر والسمسم وهو غذاء ملائكي لأن النخلة والسمسم الأبيض هما شجرتان مقدستان موجودتان في عوالم النور العليا ومزجهما مع بعض يسمى الفل . يحتفل المندائيون في هذه الذكرى أحياءاً لها.

50. ما هو معنى مناسبة دهفة اد ديما؟

 

دهفا إد ديما ( عيد التعميد ): يوافق هذا العيد في 1 كانون مندائي الموافق 23 آيار ميلادي وهو يوم مقدس من أيام السنة المندائية يطلق عليه أيضا ( دهفا اد يمانه ) حيث أصطبغ في هذا اليوم رسولنا ونبينا المبارك ( يهيا يهانا ) عندما كان عمره 30 يوما وكان رضيعاً هناك في جبل بروان ( الجبل الأبيض ) وكانت الأرواح النورانية ترعاه عندما أخذوه من أمه لينقذوه من توعد اليهود بقتله ، وأن هذا اليوم هو يوم مهم بالنسبة للمندائيين يصطبغ الأطفال فيه وكذلك الكبار .

 

51. هل هناك طهارة شخصية، ممكن تأديتها؟

 

ان الطهارة الشخصية، تسمى طماشا، والتي يقوم بها المرء المندائي بنفسه. تتحقق بثلاث غطسات بالماء الجاري (يردنا) مع تلاوة النص الديني المخصص، وهو:

 

أنا (الملواشا) اصبينا ابمصبتا اد بهرام ربا بر روربي

مصبَتَي تيناطري وتسق الريش 

اشما اد هيي واشما اد مندا اد هيي مدخر الي.

 

وترجمته كالآتي:

 

أنا (اسم المصبتا) اصطبغت بصبغة بهرام الكبير ابن العظمة، صباغتي تحفظني وترفعني إلى العلياء،

اسم الحي واسم مندا أد هيي مذكور علي.

52. ما أهمية التعميد الذي يتناوله العروسان قبل الزواج المندائي؟

 

التعميد الذي يتناوله العروسان قبل الزواج هو تطهير للجسد والروح، وذلك استعدادا لاداء قسم ارتباطهم وزواجهم لبعض، وهذا يدلل مدى قدسية العلاقة التي تربطهم، إضافة لكونه ولادة جديدة في حياة جديدة.

53. بعض شبابنا المندائيين اضطروا أن يتزوجوا بدون أداء المراسيم الدينية المندائية لعدم وجود رجل دين مندائي في بلدهم، فما هو موقفهم الديني من المندائية ؟ وموقف ذريتهم ؟

 

لا مجال للشك، بأنهم مندائيين مع ذريتهم.. ولكن يجب عليهم ان يتقبلوا مراسيم المصبتا والزواج المندائي حسب أصوله وان يأخذوا بركة الله في زواجهم وارتباطهم هذا .. وان يقطعوا الكشطا الخاصة بالزواج (العهد الديني المقدس) على نفوسهم، حال توفر رجل الدين.

 

54. ما هو تعريف الزواج مندائيا ؟ 

الزواج ويسمى مندائيا (قابين) هو رباط مقدس يجمع بين رجل وامرأة، ليصبحوا بعد إتمام سر الزواج عليهم من خلال مراسيم الزواج الدينية، جسدين في روح واحدة، ولا تفريق بينهما حتى بعد الوفاة.

 

55. هل جميع الكتب والدواوين والمخطوطات التي كتبت باللغة المندائية، هي مقدسة؟

 

أن اللغة المندائية وكما هو معروف عند أهل اللغات، هي لغة آرامية شرقية. واللغة عموما معبرة عن هوية المجتمع الذي يتكلم بها، فهي معبرة عن أفكاره في مختلف نواحي الحياة ومنها الدينية او الروحية التي تشبع رغبته في العبادة. فالمندائية كلغة، وحسب الدلائل المهمة المتوفرة، ولو على قلتها، كانت منتشرة في نطاق معين في بلاد الرافدين وفلسطين بالذات .. فكانت اللغة معبرة عن أفكار المندائيين القدماء بمختلف نواحي حياتهم، والتي وصلتنا عن طريق الكتب والدواوين والمخطوطات المندائية. فليس كل شيء مكتوب باللغة المندائية بالضرورة ان يكون مقدس، فالكتب الدينية المندائية المقدسة معروفة وأهمها الكتاب الكبير (كنزا ربا) مبارك اسمه. اما الكتب الأخرى فهي اما ان تكون تاريخية او علمية او شرح لقضايا طقسية مندائية ... الخ. مع ايماني بان الكثير من هذه الكتب وخاصة الغير مقدسة، قد فقدها المندائيون من خلال الاضطهاد والملاحقة التي تعرضوا لها او من خلال الظروف الطبيعة التي أحاطتهم مثل تعرضهم للمرض والحريق والغرق.

 

56. ما هي مناسبة البرونايا؟

 

البرونايي: الأيام الخمسة البيضاء (البنجة )….. توافق هذه المناسبة بين شهري أيلول وتشرين المندائيين ،واننا هنا لم نحدد هذه الأيام بشهر محدد لأن في هذه الأيام خلق الزمن ،وتوافق هذه المناسبة المقدسة ( 19- 23 ) آذار ميلادي . هذه الأيام الخمسة البيضاء تجلى فيها الرب وأعلن عن نفسه في الوجود حيث انبثقت صفاته وأسمائه في تلك الأيام حيث انبثقت صفة الحياة في اليوم الأول والعظمة في اليوم الثاني والمعرفة والعلم في اليوم الثالث ،أما اليوم الرابع فانبثقت واحدة من صفاته ألا وهي الحق ،وفي اليوم الخامس تفجرت المياه الجارية وهي سر من أسرار هيي قدمايي ومنها خلق الزمن والسنة المتكونة من 365 يوماٌ وكذلك خلقت عوالم النور ( مكان الرب ) من تلك المياه ،فهي أيام طاهرة زكيه لا تعد من الأيام ولا تدخل في عداد الزمن لأنها أسمى من أن تكون زمن يعد ، أنها خمسة أيام كأنها يوم واحد لا يشطره ليل ،،لا ظلام فيه . ليس للشر والشيطان حصة فيها ،أنها أيام الرب .. خير في خير ، صفاء في صفاء .فيها يصطبغ المندائيون ويجددوا صبغتهم وينحروا ذبائحهم من أن أجل أن يقيموا الليافة لموتاهم وفيها أيضاٌ تكرس المنادي ( بيث مندي ) وتقام الملابس الطاهرة للموتى (طرطبوني طابي دخيي)( القماشي ) ويسمى اليوم الأخير يوم التذكير . 

57. ماهي الأمور الواجب تأديتها من قبل المرء المندائي المؤمن في هذه الأيام الخمسة البيضاء (البرونايا)؟

 

· الصباغة او التعميد بالمياه الجارية النظيفة على يد احد رجال ديننا.

· عمل طقس (اللوفاني) على ارواح (نشماثا) احبابنا واهلنا واسلافنا الذين غادروا اجسادهم .. لتذكارهم ونبقى على اتصال معهم في عوالمهم، ولكي نهبهم المحبة والراحة.

· الطماشا (الاغتسال الصغير) مع بداية كل يوم .. مع قراءة البوثة الخاصة.

· البراخا والرشاما .. وهي من الضروريات القصوى والمفيدة والمطلوبة في هذه الايام .. وتكوم الصلوات والادعية في كل يوم وفي أي وقت .. لان الدعاء في هذه الأيام مستجاب اذا كان من قلب نقي وطيب.

· إعطاء صدقة مناسبة (زدقا) في هذه الأيام كأن تكون مبلغ مالي، حاجة معينة، مساعدة، تطبيب مجاني .. الى اخره.

· كل انسان في قلبه ظغينة او مشكلة مع احد اهله او اصدقائه .. فليتخلص منها ويحل مشكلته مع الاخرين ويزيل الغضب والبغضاء من قلبه، وليتجه لدخول هذه الايام بكل فرح وسعادة وايمان عميق بذاته والحياة باسرها.

· عدم أكل اللحوم الغير مذبوحة على الطريقة المندائية في هذه الايام بالذات .. ويفضل اكل الاسماك.

· نطق البشملة على كل شيء يؤكل وهي (اشما اد هيي واشما اد مندا اد هيي مدخر الخ – اسم الحياة واسم مندا اد هيي مذكور عليك).

· إشعال بخور ذو رائحة طيبة وشموع في هذه الأيام.

· زيارات ومكالمات هاتفية بين الطائفة جميعا، للتهاني والمباركة.

 

جميع ما ورد أعلاه، هي حسب إمكانية وظروف الشخص في التطبيق.

(( طوبى لمن سمع وأمن بك يا حي .. وتخلص من أذى هذا العالم )) كنزا ربا

 

58. ما هو معنى مناسبة العيد الصغير؟

 

دهوا هنينا(العيد الصغير ): يوافق هذا العيد 18 آيار مندائي الموافق 6 تشرين الثاني وفي هذا اليوم عرج الملاك هيبل زيوا الى السماء بعد أن جبلت الأرض على يديه وتفجرت المياه الجارية فيها وخلق جميع الكائنات الحية بأمر الحي الأزلي وبصعوده ابتهجت عوالم النور والملائكة. وهذا نص يوضح هذه المناسبة : 

(( مبارك سبحانك ملك الأنوار العالي هذا اليوم والى ابد الآبدين ،بكلماتك خلق ونودي أرسل أثيري اسمه جبريل الرسول وأمرناه ، اذهب واحسر الظلام وبسر منا جبلت وصلبت الأرض ونجدت رقعة السماء وسيرت بجوفها الكواكب ،أوهب الشمس نورا والقمر تقنا والكواكب كلها لمعاناً، هب المياه بسمة والنار أسوا ، وانبت الأشجار والأعناب واجعلها مزدهرة في ذلك العالم ،أوجد الحيوانات والدواب والطيور الجميلة وكل أصنافها ذكر وأنثى أعطي ماء الحياة واجعل الماء يروي العالم كله وهب رياح أربعة ونسيم تتنسمه الدنيا )).

59. ما هو اليوم المقدس في المندائية؟ ولماذا؟

 

ان اليوم المقدس في المندائية، هو يوم الأحد ويسمى مندائيا (هبشبا) وهو اليوم الأول من الأسبوع، والملاك القائم على هذا اليوم والمسمى باسمه (ملكا اد هبشبا) هو الذي يقود الأنفس في عروجها إلى ملكوت الحي (بيت هيي) .. وتعني كلمة هبشبا، من هاب (واهب) شبا (التسبيح) أي واهب التسبيح أو التسبيح الأول.

 

60. ما هي أهم شروط المكان الذي تتحقق فيه الصلاة؟

 

يجب على البارخ أن يؤدي صلاته في مكان نظيف وهادئ ذو رائحة زكية. ويفضل أن يكون مكشوفا ناظرا السماء، ولا باس أن تكون (البراخا)الصلاة في غرفة نوم أو صالة جلوس أو حديقة، بعدما تكون مستوفية شروط النظافة.

 

61. هل يجوز رجوع الرجل المندائي الذي تزوج من خارج المحيط المندائي وخرج من الدين المندائي، بعد توبته؟ وما هي شروط رجعته؟ وهل ينطبق ذلك على المرأة المندائية أيضا؟

 

ان ترك الديانة المندائية والكفر بها، خطيئة كبرى يحاسب مرتكبها في حياته المؤقتة على هذه الأرض وحياته الدائمة في الآخرة بعد وفاته، بأشد العقوبات، وأهمها واشدها حرمانه من عظمة الحياة بالنور والبهجة ورؤية الملكوت .. ولكن الحي العظيم (هيي ربي) مسبح اسمه رحيم غفور لعباده ومحب لابنائه .. فلذلك قبلت تعاليم الديانة المندائية رجوع المرء إلى المندائية بعد تركه لها، بشروط أهمها:

· أن لا يكون مختتن (مكزور).

· إعلان توبته وندامته.

· تناول المعمودية المندائية (الصباغة ، المصبتا).

وتنطبق هذه الشروط على المرأة أيضا.

 

62. ما هي أهم الواجبات التي يؤديها ذوي متوفى؟ ويقيم بعض الناس ولائم وذبائح عند موت بعض أقاربهم وتصرف أموال كبيرة في سبيل إطعام من هم ليسوا في حاجة!!.. فما هو ردكم ؟!

 

هنالك الكثير من العادات الاجتماعية التي يزاولها المندائيون متأثرين بها من المجتمعات المجاورة والبيئة القاسية التي كانوا يعيشون بها .. ان هذه العادات او التصرفات لا تمت بصلة إلى جوهر التعاليم المندائية، والى ما تبغيه المندائية من أبناءها في مثل هذه الظروف التي يتعرضون لها، ومنها حالة الوفاة.

ان المفهوم المندائي للوفاة

فبذلك تنهى التعاليم المندائية من اللطم والعويل والنواح وأذية الجسد وتمزيق الملابس ولبس السواد على الميت .. لان هذه الأفعال سوف تؤذي روح المتوفى في عروجها إلى الباري سبحانه وتعالى، بالإضافة إلى أن هذه التصرفات ليست مفيدة لروح المتوفى .. وانما تؤيد التعاليم المندائية من يفرق الصدقات على المحتاجين في سبيل روح المتوفى، ومن يقرا الصلوات والأدعية والتراتيل في سبيل راحة روحه .. وكذلك لبس البياض من الملابس وعمل اللوفاني في سبيل اتحاد روحه بعالم الأنوار ووهبه الرحمة والمغفرة لخطاياه وخطايا سلالة الحياة الحية.

 

63. ماذا يقصد بكلمة طائفة؟ وهل المندائيين طائفة؟

 

كلمة طائفة في اللغة العربية تعني (جزء أو قطعة من شيء) ، من جذر طوف.

لذلك فان المندائية ليست طائفة وانما دين مستقل بذاته له أركانه التي يستند عليها .. وبما أن المندائيين قليلوا العدد أطلقت كلمة طائفة عليهم، والأصح في التسمية أقلية دينية.

 

64. هل ورد ذكر الصابئة في القران الكريم؟

 

لقد ورد ذكر الصابئة وبصورة مستقلة في القران الكريم وفي الايات الاتية:

الآية 62 من السورة الثانية ( سورة البقرة ) ورد:(ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم آجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )

وفي الآية 69 من السورة الخامسة ( سورة المائدة ) ورد:( ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون ) .

وفي الآية 16 من السورة 22 ( سورة الحج ) ورد : ( أن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القامة أن الله على كل شيء شهيد) .

ومثلما هو واضح، ان القران وضعهم بصورة مستقلة عن اليهود والنصارى واعتبرهم من أهل الكتاب، ومساويا بينهم وبين اليهود والنصارى والمسلمين أنفسهم .. ومما هو معروف عند المتبحرين بعلوم الشريعة والفقه الإسلامي بان الأمام أبو حنيفة النعمان قد أفتى بأخذ الجزية من صابئة العراق على هذا الأساس، ووافقه على ذلك الأمام أبو يوسف .. وكذلك ذهب السيد الخوئي إلى كونهم من أهل الكتاب.

ومن المفيد ذكره هنا، ما قاله السيد الخامنئي في بحث له عن الصابئة، جاء فيه ما يلي (( وعلى هذا، فالتمسك بدعوى الصابئة في بيان عقائدهم وما ينتحلونه من المعارف والأحكام أمر عقلائي موافق لبناء العقلاء في أمثال ذلك. فلو فرض انهم يدعون الأيمان بالله واليوم الآخر والاتباع لنبي من أنبياء الله المعروفين لدينا والعمل بكتاب من الكتب السماوية التي يفرض نزولها من عند الله، فمقتضى القاعدة العقلائية التي لم يردع عنها الشارع هو الأخذ بكلامهم والتبني لدعواهم بغير تطرق وسوسة وريب في ذلك)).

 

 

بعض اسماء وصفات الرب العظيم في المندائية

 

المعنى بالعربي لفظ مندائي بحرف عربي

الحي أو الحياة هيي

معرفة الحياة مندا اد هيي

العظيم ربا

السيد أو الرب مارا

الأول قدمايا

الغريب نخرايا

الحق كشطا

النور نهورا

الضياء زيوا

العارف مندا

الطاهر دخيا

المبارك مبرخ

الإله (الله) الاها

المعظم مرورب

الموقر ميقر

المسبح مشبا

السامي راما

الملك ملكا

الثابت قايم

الخالد أو الأبدي لامبطل

الغفور هياسا

التواب تيابا

الحليم ريوانا

الرحمن أو المحب رهمانا

المخلص بروقا

السلطان شاليطا

الطيب طابي

العزيز ازيزا

الحكيم هكيما

السيماء العظيم برصوفا ربا

الوقار ايقارا

الذي لا يرى اد لاميتهزي

الذي لا يحد اد لامستيخ

رب جميع الأكوان ماريهون اد كلهون المي

البصير هازايا

لا شريك له بتاجه اد ليثلي هابرا بتاغي

لا شريك له بسلطانه ولا شوتافي بشلطاني

رب جميع الملائكة ماريهون اد كلهون ملكي

اله الثبات الاها اد شرارا

الخالق ناصبي

العالي الايا

رب العظمة مارا اد ربوثا

الاب ابا

اب جميع الاثري ابا اد كلهون اثري

المدبر العظيم مانا ربا

الجبار كابارا

الواحد اهدا

المنتشر فروشا

الامل سيبرانا

الجليل كالايا

القدوس شبيها

المبدع مشاوزبنا

الباري بارويا

الوهاب او الرازق ياهوبا

الشافي اسي

المتين ماشرانا

المبطل مباطلنا

الحافظ مناطرنا

المقتدر هايلانا

الباعث مشدرنا

المقيم ماقم

الديان دايانا

الزكي زاكايا

الحارس امزرزانا

في مقالاتٍ سابقةٍ ، تطرقت الى موضوع النواهي بإعتباره واحدٍ من المواضيع العديدة التي أمرنا فيها نبينا الكريم (يحيى) {ع} أ ن ننتبه اليها ونوليها الإهتمام .

النواهي إنما تصدر من القوي المقتدرالى الضعيف المتلقّي، الغاية منها ؛تحذير وترهيب وتذكير بما يمكن أن يصاب بـه كلّ من لا يلتزم بهذه الاوامر ، فهي حث على إلتزام جادة الصواب والإبتعاد عن المعصية لئلا تكون العاقبة العذاب الدائم .

من هذه النواهي ما ورد في النصالحادي عشر{لا تزنِ فيثبت عليك العقاب ، لا تسرق فتحلّ عليك اللعنة ،لا تنفخ بمزمار الشيطان فتصبح وقودا" للنــار . }}

ثلاثة أوامر، ثلاث وصايا ، ثلاثة تحذيرات متعاقبة ، متتاليةوكل واحدمنها يشير الى ما لا يحمد عقباه ، ثلاثة نواهٍ ما كان لها ان تكون إلا لأمرٍ جللٍ ، أمرٍ خطيرٍ ؛ فالنهي الأول _ لا تزنِ _هـو البداية للآخرينِ-لا تسرق-لا تنفخ- ؛ فالأول الثلاثة *الزنـى* والملاحظ إن الكثير من نصوص دراشة يهيا*مبرخ ومطروس* تتحدث عن الزنى بإعبتباره أول الموبقات ،بل أنه أول النواهي وأشدها عقوبة وأكثرها مقتا" لما تنطوي عليه من مخالفةٍ لأشد المحرمات؛ لذا ستكون العقوبة الأشد والأقسى،فهي أقصى عقوبة يمكن أن توجـه لمن يقترف مثل هذا الذنب .

لا شك في أن للزنى مساؤه الإجتماعية والأخلاقية في زمنٍ كان من العسير إثبات عائدية المولود فلا حامض } د . ن أج} ولا فحوصات الدم، بل كانت العفّـة والإبتعاد عما يمكن أن يشوب العلاقات الزوجية .

لكلِّ عملٍ يصدر عن البشر مـا يثاب عليه أو يجازى بـه؛ فإن عملنا حسنا" فالثواب هو هو الأجر ، وإن سيئا" فالعقاب هو الجزاء،؛ لذا نجـد العقاب أشد قسوة وأكثر ديمومة وكأنه شيء مهما حاولنا أن نزيله سبقى ملتصقا" بنا ! > لا تسرق فتحلّ عليك اللعنة <قد تكون السرقة إحدى الآفات التي يمكن أن يتعرض لها أيا" منّـا ، وقـد يمارسها البعض هواية وتحديا" للآخرين غير عابئ بالمخاطر التي يمكن أن يتعرض لها ، غير مكترثٍ لما قد يواجهه من عقوباتٍ جرّاء عمله المشين هــذا ؛ السرقة هي السرقة 

إن بدأت بفلس يخص الغير أ و بمليار ؛ فيس ثمة من يفرق في اللفظ بين سارق الفلس وسارق الوطن ! لانه*سارق* لص*حرامي* علي بابا*مختلس؛ لذا رغم إختلاف التسميات فالمعنى واحـدلكن تبقى تسمية العقوبة حق لمن له إنزال العقوبة .>حسب أعتقادي< إن اللعنة هنا تعتبر أشد أنواع العقوبات لم لا يمسك متلبسأ بالجرم المشهود فيفلت من العقاب الأرضي الوضعي لكنه لن يفلت من العقاب السماوي الرباني .

*لا تنفخ بمزمار الشيطان؛ فتصبح وقودا" للنار *ولربّ سائل يسأل :أ وهل للشيطان مزمار ! أقول نعـم 

له مزمار واحدلكن لهذا المزمار مليون نافخٍ ! ولم العجب وبإعتقادي ان المقصود بــ المزمار هو الإشاعة ! نعم الإشاعة التي يراد من خلالها التشويه والحطّ من الآخرين أو تشوية صورة ما إستنادا" الى قول مشبوه اطلقه من لم يصن لسانه فأطلقها دون ان يعي بل انه زيّنها بأن زادها وحرفها بما يتناسب وطبعه اللئيم ،دون أن يدرك انه بعمله هذا سيكون وقودا" للنار .

لا أقول حكما" ولا ادعي ذلك ، لكن علينا ان نتوخى الحذر ونصون لساننا ونتذّكر المثل القائل {لسانك حصانك ان صنته صانك وإن خنته خانك } او نتذكر البيت الشعري القائل { لسانك لا تذكر به عورة امرءٍ فكلك عورات وللناس السن }}

ياربِّ قـِنا عذاب الأرض والسماء وأخلِّ ضمائرنا مما يثقلها واجعل ليالينا هانئةً خاليةً من الشكِّ فيما سيكون عليه الغد؛ فاللحظة التي نحن فيها الآن ملك لنا لكن ما بعدها سيكون ملكا" لك وحدك ، ولك ان تقرر أتمنحها أم تمنعها ، نحن رهـن إشارتكفإن أومأت سنأتي اليك صاغرين طائعين وإن أشحت ولو لوهلة واحدةسنكون شاكرين ممنونين .. لك ندعــو ولعطفك نرجــــو 

والحي المزكّي للأعمــال والنيّات

 

ان التعميد المندائي محمل بالرموز والمعاني الروحية العظيمة، التي تعطي الفرد المندائي مندائيته الشرعية وتحدد طريقة قبوله وعلاقته بالرب (اولئك هم الثابتة عقولهم على الحي وافكارهم مكرسة لمعرفة الحي): الما ريشايا ربا.

ان الرمزية المندائية الطقسية على درجة عالية من العمق الروحي التي تمتاز بكثرتها. وهذه سهل اكتشافها من قبل المتتبع الدارس للديانة المندائية. وعلى الرغم من كثرة الرموز والمعاني والصور في (مصبتا) المندائية، فهي تعتبر حالة متكاملة ذات اهمية بالغة لروحية الفرد المندائي.

فلا ننسى ان التعاليم الاخلاقية المندائية وطرق العبادة حصل عليها "ادم" الرجل والانسان الاول (مبارك اسمه) من "هيي ربي" الحي العظيم (مسبح اسمه) عن طريق رسل النور (ملكي)، فالملاك (هيبل زيوا) هو الذي جلب المصبتا (التعميد المندائي) من عوالم النور، وقام بتعميد ادم (اول نبي صابئي مندائي)، كما ان الملاك نفسه قد تقبل المعمودية (المصبتا) على يد الملائكة وذلك على اثر نزوله الى عوالم الظلام.

كما ان الرموز التي سنتناولها في مقالتنا هذه، انما هي بعض الرموز الخاصة بالمتعمد نفسه (المصطبغ). وكتعميد مندائي متكامل، ومثلما هو معروف ان لرجل الدين (باي رتبة كان) دورا كبيرا ومهما في عملية تعميد الناس، وبالتالي يثير هذا الدور عددا غير قليل من الرموز منها الخاصة برجل الدين وسير مراسيم التعميد، سواء اثناء التعميد او حتى قبل مجيء المتعمد الى اولى مراسيمه بوقت ليس بقليل، ليهيىء رجل الدين الابتداء بهذا الطقس المندائي الكبير والمهم. 

فلذلك صعب الالمام وتفسير كل رمز خاصة (المصبتا) التي نحن بصددها، والتي تعتبر عماد الديانة المندائية وركنها وشعارها الاساسي، وخاصة نحن نتحدث اليكم عن طريق مقالة بسيطة لها غرض وهدف معين. وهو ايصال فكرة بسيطة للقارىء المندائي عن معاني بعض رموز تعميده، فلا معنى للقيام بعلامات ورموز، ان لم ترافقها شروح وتفاسير تكشف عن عمق السر الروحي الذي نقوم به فرحين وعن ايمان عظيم. ليكون تعميد (صباغة) الانسان المندائي ذا نفع وفائدة روحية عظيمة له (لقد عمني معمداني بالحق): الما ريشايا ربا. وليتقبله بايمان اكبر، ليعيش مراحل صباغته بصورة اعمق من السابق.

 

(1) رمز ارتداء الملابس الدينية البيضاء (الرستة ):

ان اول مرحلة من مراحل التعميد المندائي (المصبتا) هو تهيئة الانسان روحيا وماديا ، ليتقبل دخول مراحل تكوينه الجديد، واولى تهيئته الروحية هي توبته الصادقة واحتياجه الى ان يولد من جديد (ربنا ! نحن اخطأنا ، ونقسم باننا مذنبون، واغفر لنا مما اقترفناه من ذنب): كنزا ربا. 

فعلى الانسان طالب التعميد المندائي ان يعلن قبل ان ينال اسرار المصبتا الحية، امتناعه عن كل الخطايا والسلوك الغير مستقيم (التوبة الصادقة النهائية)، وان يتملكه الشعور بالندم، والا فان تعميده (صباغته) لا يساوي شيئا.

فعملية خلع ثياب المتعمد الدنيوية، يرمز الى خلع الانسان القديم ماديا وثورة ذلك الانسان على نفسه، بتغييرها نحو الايمان والطريق الصحيح (طوبى لمن لا يضطجع ولا يغفو ولا يحب النوم الثقيل): دراشا اد يهيا. وان تغيير الملبس يعني الانتقال من حالة دنيوية الى حالة دينية روحانية مقدسة. وهو بمثابة الكفن (هاود ماني)، لانه على استعداد لان يميت ماضيه وحياته السابقة، ويدخل في تكوين ولادته الجديدة كانسان مندائي.

ولبس الثياب البيضاء المعروفة (الرسته) ترمز الى الانسان الجديد والنقاء والطهارة والنور مجتمعة بالحياة الجديدة (هم يرتدون اردية الضياء ويكتسون باكسية النور): كنزا ربا. والتي تنتظره بعد الاداء الفعلي لكل رمز في التعميد المندائي، وولادته ولادة روحانية جديدة. 

وان الثياب البيضاء المكونة اصلا من خمس قطع، ترمز الى حواسه الخمس المادية واشتراكها معه في الحياة الجديدة. واكسابها طابع الايمان بالله وعمادها (اصطباغها) به. فالملابس البيضاء (الرسته) هي علامة الكائنات النورانية السماوية والمتجلية المشتركة في تمجيد وتسبيح الحي العظيم . فبالاضافة الى ذلك، ان اللون الابيض يوحي بالبراءة والفرح والسعادة والنقاء، وانه لون النور والصفاء والنقاء والحياة، وهي من صفات الخالق جل شانه. فالثياب وبريقها ومدلولها النوراني في الفكر المندائي هي التي تعبر عن جوهر الكائن وصفاته. فاذا اراد وصف الانسان بالقدسية والنزاهة والسمو، وصف ملابسه بالبياض والبراقة والمشعة نورا وجمالا. اما اذا اردنا العكس، فتوصف ملابسة بالمعتمة والرجسة.

 

(2) رمز مسك سارية العلم الديني (الدرفش) :

ان الدرفش هو راية النور والحق والسلام والحياة على الارض، بل انها راية الله التي وهبها للمندائيين لتكون شاهدهم على حياتهم (من ينسى العائلة الحية والحياة الابدية ويشتاق للحياة الزائلة): دراشا اد يهيا. وان الدرفش هو الراية الروحية المعنوية للمندائيين، الذين يحترموه ويوقروه كثيرا. فهو رمز السلام والمحبة والنقاء، والذي وهبهم اياه رب العظمة السماوي.

وهذا الرمز يشير الى الاخلاص والتمجيد للعلم الديني (الراية البيضاء) والذي يمثل الاب في ملكوته الحي، وبالتالي اخذ بركته العظيمة للمتعمد. ودعاء من قبل المتعمد الى الخالق بان يجعل تعميده يرتفع امامه الى العلا (انت احرسنا وقومنا وارفع تعميدنا الى العلا) نياني اد رهمي.

وان العلم الديني (الدرفش) وصلاته تعتبر شهودا على ثورته الجذرية على نفسه وتقبله احكام ربه بايمان اكبر (انت العليم ذو الجلال كنز لا يفنى): دراشا اد يهيا.

(3) رمز الصلاة قبل الدخول الى الماء الجاري (يردنا):

ان الماء الجاري الحي (يردنا) من صفات الخالق جل شانه (ان الحي كان في ارض النور، ومن الحي كان الماء ومن الماء كان البهاء والنور): كنزا ربا.

وايضا ل(يردنا) القابلية على التكوين باسم الحي العظيم، فالماء الجاري من التكوينات الاولى في عملية الخلق، ومنه انبثق كل شيء حي. 

فهور يرمز الى الرحم المقدس (الحياة) الطبيعي التي ستجري به عملية تكوين الانسان الجديد وولادته الولادة الجديدة في حياته الروحية (مباركة انت المياه الجارية، مياه الحياة لاننا منك حصلنا على النقاء):نياني اد مصبتا. ومن هذا المنطلق وجب على المتعمد تقديس (يردنا) وان يطلب من قوى النور والحياة للهبوط في رحم ولادته المقدسة (اليردنا).

 

(4) رمز الدخول من الجهة اليسرى والدوران حول رجل الدين والاستقرار في الجهة اليمنى:

ان اليمين رمز النور والخير والطهارة ورمز للعلة، واليسار رمز الظلام والشر ورمز للمعلول. (كم امتلا العالم سوءا وزين بنبات شائك وشوك): دراشا اد يهيا.

فلذلك يرمز الى الانتقالة (لقد نقلتموني من اليسار الى اليمين): نياني اد رهمي. والتحول من العالم المادي، عالم الظلام والعصيان (نحن الواقفون بين الشر ونسكن بين الاثمين): نياني اد مصبتا، أي جهة اليسار. الى عالم النور، عالم الخير والصلاح، جهة اليمين.

 

(5) رمز الغطس تحت الماء الجاري الحي (الطماشا):

ان الانسان الذي يريد حياة جديدة، عليه ان يميت حياته القديمة. فلذلك ومن البعد الروحي والرمزي للديانة المندائية، ان عملية الغطس وقطع النفس، يعني الموت والاندحار، واندثار الانسان القديم أي موت الخطيئة في داخله. وانغراز الانسان في رحم الحياة (انتم انشئتم وثبتم في الموطن الذي ثبت فيه الطيبون): كنزا ربا.

وان عملية الخروج من على سطح الماء الجاري، ترمز الى الحياة والظهور والانبثاق والانتصار للحياة الجديدة التي تنتظر هذا الانسان (اظهرت نفسي للعوالم باشعاعي الوفير، الذي وهبني اياه خالقي): كنزا ربا.

وبالتالي الخروج من رسم الحياة المقدس، مولود ولادة جديدة، ليتقبل الحياة كما يتقبلها الطفل البريء (لتتكاثر ذرية الح، وبهم تستيقظ الحياة الدنيا): كنزا ربا.

 

(6) رمز مد يد الترميذا الى المتعمد:

ان عملية مد يد الترميذا الى المتعمد، تعني انتشال الغريق الذي لا حول ولا قوة له (سيعطيهم الحي العظيم يد المساعدة):نياني اد مصبتا. دلالة ان الانسان يبقى ذلك الكائن الضعيف لولا ايمانه بالرب وبركته اليت سوف يكسبها اثناء مراحل المصبتا اللاحقة، والتي تعطيه القوة والثبات في الحياة الجديدة في ظل ولادته الجديدة (سوف اخذه بيده واكون منقذه ودليله الى مكان النور): نياني اد مصبتا.

وترمز الى استقبال هذا المولود الجديد في الحياة الايمانية المندائية، مرة ثانية في هذا العالم برحمة الحي العظيم (مسبح اسمه). (انهم بشكران تقبلوا عطايا الحي العظيم الطيبة): نياني اد مصبتا.

 

 

 

(7) رمز جلوس المتعمد بين ساقي الترميذا وصولجانه :

ان الترميذا هو المنقذ والاب او الوسيط الذي يحاول بدوره ان يوصل استغفار وتوبة المتعمد الى خالقه جل شانه. فهو يمثل الاب الذي يرعى ابناءه. فمثلما يستقبل الاب ابنه عند ولادته المادية في هذا العالم، بين ذراعيه ليعطيه الحنان والمحبة وليشعر بزهو الحياة. هكذا نمثل جلوس المتعمد بين ساقي الترميذا وصولجانه ، ليعطيه الرحمة والمحبة والقبول في الحياة مرة اخرى (انشدت اليه ترانيم بصوت عذب، وايقظت قلبه من نومه وعلمته حكمة الحياة): كنزا ربا. وليكرسه انسان جديد وباسم الحي العظيم (وضعني بين ركبتيه ونطق علي اسم الحي العظيم): نياني اد مصبتا.

 

(8) رمز رشم جبهة المتعمد من قبل الترميذا:

هنا الدلالة الاولى او العلامة الابتدائية، لتكريسه كانسان جديد وبالماء الجاري الذي يحمل صفة النور المتجسد (ان رسمي بالماء الجاري العظيم ماء الحياة الذي لا يدرك الانسان قوته): نياني اد رهمي. ماء الرحم المقدس (سائل الحياة) الذي ولد فيه، لاعطائه ثقة في تقبل حياته الجديدة من قبل الرب والناس وتهيئته لرشمه بزيت السمسم الطاهر.

 

(9) رمز شرب المتعمد، الماء من كف الترميذا:

دلالة حنان ورحمة ومحبة الله له باعطائه جرعات من الماء الجاري الماء الحي، لتهب نفسه القوة والثبات ومواصلة ادائه لمراسيم المصبتا. وتقبله بقية الاسرار. فهكذا الله ينتشلنا من الغرق في شهوانيتنا للمادة ويهب لنا جرعة من الحياة تسري في عروقنا (سكبت فينا وملاتنا من حكمتك ومن عقيدتك ومن طيبتك): نياني اد مصبتا. ترد لانفسنا الصحة والعافية (يا ايها الشافي الذي دواؤه المياه الجارية): نياني اد مصبتا. لتبعد عنا هول الغرق واموت والعذاب في ملذات الحياة الفانية.

 

(10) رمز تصعيد الاكليل الى عمامة المتعمد:

ترمز الى تتويجه بالنور (ما اكثر اشراق نورك وما اشد اضاءة تاجك الذي يكلل راسك): دراشا اد يهيا. فالاكليلة في رمزية الديانة المندائية تمثل النور، وهو بذلك يكون رسول النور والمعرفة والطهارة على الارض، ولينصب مندائيا ملكا باخلاقه الفاضلة وبمحبته وصلاته للخالق الحي العظيم (مشبا اشمي).

وترمز ايضا للحياة الجديدة والازدهار الذي ينتظره في حياته وانتشار رائحة الحياة الزكية منه باخلاقه الفاضلة وافكاره المستمدة من احكام ربه (ليتوهج ويشع الاكليل وتتوهج وتشع اغصان الاكليل): نياني اد مصبتا.

اذن فالاكليلة رمز للنور، وهي رمز الشفاء والصحة من الخطيئة والنصر للفضيلة والحياة. وهذا يؤكد لنا بان المراسيم المندائية، تتضمن الحيوية والصحة للجسم والنفس معا. فالاكليلة والمادة المكونة لها (الاس) ترمز الى انبعاث الحياة الجديدة والتثبيت فيها، والى الخصب والازدهار والانتعاش بمعرفة وتوحيد الخالق.

 

(11) رمز ترسيم وتتويج الراس دون سائر الاعضاء:

الراس هو الجزء الاعظم والاشرف في الانسان، يحتوي على جميع الحواس الباطنة والظاهرة، ويحتوي على العقل (مانا) هبة الله المقدسة. فاذا رشم الراس بالزيت المقدس او توج، بذلك ارتسم وتوج العضو الرئيسي في الانسان وبالتالي الانسان كله.

 

(12) رمز اخذ العهد (كشطا) من المتعمد بالماء:

هذا عهد الحق الاول الذي يقطعه الانسان على نفسه امام الرب (كل الملائكة النورانية يمسكون يده اليمنى بالعهد): الما ريشايا ربا. واثناء ولادته الجديدة بانه في كامل ارادته عند مجيئه الى التعميد، ورغبة منه في اخذ اسرار التعميد وتقبل بركة الرب عليه (اسرعت لاتعمد بعماد الرب العظيم على ضفاف الماء الجاري العظيم): كنزا ربا.

 

(13) رمز تقبيل الايدي:

دلالة الشكر والامتنان للرب ولخلقه ونعمه وعلى راسها رحمته علينا ومحبته العظيمة لنا (الطيبات هيأناها لادم ورفعناه وجعلناه في منزلة رفيعة): كنزا ربا. ولقداسة العهد واحترامه من قبل الترميذا والمتعمد.

 

(14) رمز خروج المتعمد من اليردنا والصعود الى على اليابسة مع الترميذا:

وترمز الى اكتمال ولادته التكوينية في رحم الحياة المقدس (اليردنا) وخروجه الى ارض الواقع (الحياة المادية) لاكمال تقبله اسرار تثبيته الجديد في التعميد (ما اجمل تلك الغرسات التي زرعت عند الماء الجاري ونمت وانتجت ثمرا نقيا): نياني اد مصبتا.

 

(15) رمز دوران المتعمد حول الطريانة (المبخرة):

ترمز الى سلامه وتحيته الى كل خلق الله من ملائكة وعوالم وكائنات نورانية، وتقبل اعلان ولادته وتوبته امام الخليقة باسرها (طوبى للذي يسمع حديثه ويسير في الطريق الذي يسمع بع حديث الحي العظيم): دراشا اد يهيا.

ورائحة البخور الصاعدة في دوائر من الدخان، نعبر عن وجود الصلاة والتسبيح والحمد للرب.

 

(16) رمز رشم جبهة المتعمد بزيت السمسم المقدس من قبل الترميذا:

دلالة ختم هذا الانسان (المولود الجديد) بختم الله واسمه ورسمه الطاهر الذي لا يمحى ابدا (هذا هو زيت الضياء والنور الذي باركه الحي): نياني اد مصبتا. وشفائه من كل اخطائه. وان اسم الرب المثبت على جبينه يعطيه الصحة والعافية والخلاص من جميع امراض الخطيئة وتوابعها كافة (ان الذين مسحوا بهذا الزيت سوف تزال عنهم كل الالام والامراض والخطايا): نياني اد مصبتا. وان جميع الارواح الشريرة والخطايا التي تسكن الجسد ستغادره حال وضع اسم الرب العظيم على الانسان (ان كل انسان يمسح بهذا الزيت سوف يحيا وسيكون معافى قويا): نياني اد مصبتا.

ويرمز الى نقاء الفكر والدماغ من افكار السوء وتقبل افكار النور واعطاء العقل حرية الحركة الفكرية بعدما كان اسير الخطيئة.

فالرشم بالزيت (الختم) رمز لملوكية الانسان الجديد. فالختم هو علامة ابناء النور وعلامة الحياة التي تميز المندائيين عن غيرهم.

 

(17) رمز طماشة يد المتعمد اليمنى وعدم الكلام:

دلالة قداسة الطعام والشراب الروحيين الذين سوف يتناولهما، واحترامه وتقديسه لهما. وليستقبل غذاءه الروحي بكل هدوء لينصت الى صوت الرب في داخله (الحي العظيم يسكن هؤلاء الذين يحبونه في مكان الضياء العظيم والدار الخالدة): نياني اد مصبتا.

 

(18) رمز تناول الطعام المقدس (بهثا) والماء المقدس (ممبوها): 

مثلما الانسان يحتاج الى طعام وشراب ليعيش على هذه الارض، ايضا يحتاج الانسان الى الذي يولد ولادة جديدة روحانية بحياة جديدة، الى غذاء وشراب روحاني ليدعم ولادته ولتعطيه البركة والصحة (كل انسان ياكل البهثا ويشرب الممبوها سيعيش ويكون معافى وقائم): الما ريشايا ربا.

فلذلك يشترك المتعمد باخذ حصته ورزقه من هذه الحياة المندائية الجديدة وكامل حقوقه كفرد مندائي. وبالتالي تحل نعم الله وبركاته في جسده لتهبه الصحة والقدرة على المواصلة والنمو في الحياة الجديدة (الكرمة التي شربت من ماء الحياة واخرجت اثمارا طيبة وتفرعت اصولها وتشابكت اغصانها): دراشا اد يهيا.

ان (البهثا والممبوها) تتقدس عندما يقوم الترميذا بتلاوة ثماني (بوث) تخص البهثا وهي ترمز الى وجود الجنين في رحم امه، وبوثتين تخص الممبوها الاولى منها ترمز الى اكتمال الجنين والثانية ترمز الى ولادة الجنين. والبهثا والممبوها تندرج مع شهود طالب التعميد المندائي في يوم الخلاص.

 

(19) رمز وضع يد الترميذا على راس المتعمد:

لينال بركة الله من خلال الترميذا، ولطرد الشر والخطيئة منه معلنا الترميذا بان هذا الانسان اصبح من اتباع الحي العظيم والملكي النورانيين ولا يمسه الشر والخطيئة.

يطلب الترميذا من الحي العظيم ان يمنح المتعمد قوة جديدة من لدنه (نحن نتضرع اليك يا ربنا ان تضع علينا من قوتك): نياني اد مصبتا. قوة الخير المنتصرة على الشر، قوة النور المنتصرة على الضلام (ان اسم الرب ينطق على الانسان الميت فيحيه وعلى المريض فيشفيه وعلى الاعمى فيبصره وعلى الاحمق فتسكب فيه الحكمة والعقيدة): نياني اد مصبتا.

ان الحياة معركة حامية بين الخير والشر بين النور والظلمة بين الحياة والموت. فلذلك وجب اعطاء المتعمد الذي اعلن نفسه مع جانب الخير والنور والحياة قوة كبيرة لدخول المعركة ولاثبات ارادته الصلبة في سبيل الله ونفسه وخلاصها. اعطاءه قوة وارادة صلبة ليحافظ على نقاوة قلبه وعقله من التدنيس.

 

(20) رمز مد يد المتعمد اليمنى الى اليردنا:

وذلك لاداء الشهادة والقسم الخاص بالتعميد، وهنا سوف يشهد بالماء الجاري (اليردنا) ماء الحي الذي ولد فيه (الرحم المقدس) بان لا يغير كلمته التي اعلنها امام الله والخليقة، وان لا يبدل رسمه الطاهر الذي ارتسم به (نحن حصلنا على النقاء من الرب ونلنا الوسم الطاهر): نياني اد مصبتا. وان لا يحنث بالعهد الذي قطعه على نفسه.

 

(21) رمز قيام المتعمد وجلوسه مع الترميذا:

ترمز الى الترحم لنفسه ولعائلته المندائية ولابائه واجداده ولعلمائه ولانبيائه منذ بداية الحياة على الارض الى يوم الخلاص. وليكون بذلك على اتصال مع اسلافه الطيبين والمؤمنين الذين تقبلوا اسرار المصبتا ( كل انفس ابائنا الطيبين مؤشرة باشارة الحي العظيم): الما ريشايا زوطا.

 

(22) رمز وقوف المتعمد وترديد الدعاء بعد الترميذا:

وهنا واقفا وليس لديه شيء سوى توسله للخالق العظيم (يقفون هناك يمجدون ويسبحون باسمك انت يا ملك النور العظيم): كنزا ربا – يمينا. بان يقبل توبته وان يمن عليه بالمعرفة الحقيقية التي تدعم ولادته وحياته الجديدتين ويطلب من الحي العظيم بان يكون حصته الابدية (قف يا ادم وسبح وانحن للحي العظيم الجبار): كنزا ربا – يمينا. وان يتحرر من جميع القيود المادية والمعنوية. وهو اعتراف صريح وصادق بينه وبين خالقه على كل اخطائه وثورته عليها وتوبته منها. معلنا تسلمه اسرار المصبتا كاملة ووصول عملية غفران خطاياه وتكوينه الجديد الى نهايتها (ان الذين نزلوا الى اليردنا وتعمدوا بها وارتسموا برسم الحي لن يدانوا): دراشا اد يهيا.

 

(23) رمز شكر المتعمد للترميذا:

دلالة رمزية الشكر للخالق على كل نعمه وفضائله التي اغدقها على المتعمد من لدنه اثناء التعميد (تكلمت معهم وباركتهم ببركات الطيبين التي ستبقى فيهم): كنزا ربا – يمينا. والذي كان الاداة الفعالة بها وهو الترميذا الذي يعتبر رسول التوبة والمحبة.

 

(24) رمز رمي الاكليل في اليردنا:

ترمز الى نهاية مراسيم تقبل اسرار التعميد العظيمة، والى اكتمال ولادته الجديدة التي سيستقبل بها العالم والحياة الجديدة (قلبي العليل شفي ووجدت نفسي الغريبة الراحة): كنزا ربا – يمينا. وبدا معركته مع الحياة لاثبات نفسه كانسان مندائي ممتلىء بايمان ثابت ومطرد بالرب الحي العظيم، وللمحافظة على ولادته نقية طاهرة (سنسير في دروب الناس الصادقين المؤمنين): نياني اد مصبتا. ولان الاكليل (تاج ولادته) مقدس وطاهر، فلذلك وجب رميه في الماء الجاري (يردنا) المقدس.

 

(25) رمز العدد ثلاثة في تكرار الرمز:

ان رمز العدد ثلاثة في تكرار الرمز في اغلبية الطقوس والمراسيم الدينية، لها اهمية خاصة في اللاهوت والفكر المندائي، فماذا نقصد في تكرار الرمز ثلاث مرات: فمثلا في (الرشاما) رشم الجبهة ثلاث مرات، وغسل الوجه والاذنين والانف والركبتين والساقين ثلاث مرات ايضا، وفي (المصبتا) الغطس ثلاث مرات (الطماشا) فالعدد ثلاثة لتكرار كل رمز موجود في اكثرية المراسيم الدينية المندائية.

ان العدد ثلاثة يرمز الى مكونات الانسان الثلاثة حسب اللاهوت المندائي وهي:

1. بغرا = الجسد (يمثل الجزء المادي، أي وعاء النفس والروح، والهيكلية التي تعيش فيها في هذا العالم، والذي خلقه الله على صورة الملائكة، ومن الطين، وهو فاني وغير ذا اهمية وقدسية في المنظور المندائي، حال وفاته خاصة، ويسري في داخله الدم، والذي يعتبر مادة غير مقدسة).

2. روها = الروح (تمثل المدركات والغرائز والطاقة في الانسان والكائنات الاخرى، وتمثل ايضا المادة والشهوة).

3. نشمثا = مانا = النفس = العقل (وهي نفحة الخالق الطاهرة والضمير النقي في الانسان، وهي موجودة في الانسان فقط دون سائر المخلوقات، ولقد جلبت من ملكوت الحي = بيت الله (بيت هيي) بامر من الخالق العظيم (مسبح اسمه) بعد ان فشل الملائكة في احياء جسد ادم، ولقد جلبت بصحبة الملاك هيبل زيوا مع ثلاثة من الاثري، والنفس لابد ان ترجع الى ملكوت الله، بعد اتمام دورتها الحياتية الطبيعية، وعروجها الى اماكن الحساب (مطراثي) لتنقيتها من الشوائب والاعمال الباطلة التي لحقت بها اثناء وجودها الغريب في عالمنا الارضي هذا).

فالمكونات الاساسية لهذا الكائن الذي هو وحدة لا تقبل الفصل في هذه الحياة، بين الجسد والنفس (العقل) والروح، وان اعماله الدينية، مهما كانت روحية تبقى متجسدة بدرجة معينة. فالانسان يجب ان يشرك اجزاءه كاملة في عبادته للخالق العظيم، وان يرسم مكوناته الاساسية برسم الحي العظيم (هيي ربي) مشبا اشمي. وبالتالي يكون وحدة واحدة في عبادته.

 

الهوامش

__________________________________________

معروف في تاريخ الاديان والمجتمعات والاقوام، بان الملبس عنصر مهم من عناصر الهوية الاجتماعية لشعب او قوم معين. فلذلك لا يشذ المندائيون عن هذه القاعدة، بان لديهم لباسا خاصا، كان انعكاسا لرؤى وفكر ديني امنوا به.

فالرستة ماهي إلا الملابس الدينية الطقسية، تخاط بطريقة معينة وتتكون من خمس قطع هي (اكسويا- القميص، شروالا-البنطلون، هميانا-الحزام، بروزينقا-العمامة، كنزالا - الطبرشيل) ومن اللون الأبيض وجوبا.

ان رمزية الملبس (الملابس الدينية الرسته) تتجه اتجاهين اثنين: فهو يعني من جهة عالما نورانيا نظمه الخالق، ومن حهة اخرى التقرب او التشبه بالكمال النوراني. والملبس من ناحية اخرى هو علامة الشخص الانسانس يدل على ذاتيته وتميزه عن غيره.

الدرفش (العلم النوراني) اعطاه هيبل زيوا (الملكا) الى ادم كسيا (مثيل ادم الارضي) وهو بدوره اعطاه للسلالة الحية. ويسمى بالعلم المضيء. والعلم (الراية البيضاء) يرمز الى عوالم النور ويستخدم العلم طقسيا، ويعتبر ايضا كرمز قديم لشجرة الحياة ورمزا للضياء والنور السماوي، كما يرمز الى الشراع والصاري لسفن النور. انظر النشوء والخلق (هامش) ص 160.

وتسمى مندائيا (مركنا) وهي عصا من الزيتون يمسكها رجل ادين اثناء اجراء المراسيم الدينية (وهي من الهدايا التي يتسلمها رجل الدين عند تكريسه).

الترميذا وهو اول درجات السلم الكهنوتي المندائي (ترميذا، كنزبرا، ريشما، ربي) واحيانا تعبر عن رجل الدين عامة بغض النظر عن درجته الدينية.

الاكليل ويسمى مندائيا (اكليلا) وفي المصبتا يعمل الاكليل من غصنين من الاس يلفان بطريقة معينة لتشكل خاتما يلبس في خنصر اليد اليمنى (شجرة الاس دائمة الاخضرار عطرة الورق وطيبة الزهر، كانت تستعمل كعطر، ولها حب يؤكل).

يرمز الاس الى جمال الخضرة الدائمة المصحوبة بالعطر الطيب، وهو بالتالي رمز لانتصار الحياة واستمرارها. على راي الترميذا رافد الريشما عبد الله .

كشطا = العهد، الحق، الميثاق، القسط، وتعني ايضا اتحاد المؤمنين، وتتجسد كشطا بمفهومها في الطقوس الدينية المندائية، لتعبر عن اداء القسم والولاء وصدق العهد، ولايتم ذلك الا بالمصافحة باليد اليمنى. وتجسد كشطا في بعض النصوص على انها الله (لانها صفة الحق من صفات الخالق العظيمة والعليا). للمزيد راجع بخصوص كشطا Drawer E. S. Macuch, R. A Mandaic Dictionary, P. 209-211. (Kusta). 

وتسمى مندائيا (ريها طابا) او (ريها بسيما)، وعموما الرائحة الطيبة لها معنى مزدوج ففي الحياة الاجتماعية تدل على الفرح والبهجة والسعادة وتعبر عن الالفة البشرية، اما في الاديان فترمز الى التسبيح والحمد والشكر.

طماشة اليد تعني تطهير (غسل) اليد بالماء الجاري (يردنا) مع ذكر اسم الرب (هيي ربي) مسبح اسمه.

 

(بوثا) وجمعها (بواثا) اس سورة او اصحاح، وتعني دعاء وصلاة ايضا.

الوقوف يكون باتجاه الشمال (الشمال هو مصدر النور والمعرفة والشفاء، ومكان وجود عوالم الانوار العليا التي يسكنها الله) ففي الشمال يكون ملكوت الحي (بيت هيي).

كتاب دراشة يهيا * مبروخ ومطروس * مليء ، بل لا تكاد صفحة من صفحاته النورانية تخلو من حكمة أو موعظة تحث البشر على السير على الطريق القويم ؛ فلقد فاضت الترجمة بيديع البيان وطرزت بأعذب الكلمات الاستعارة كأسلوب من اساليب الخطاب الموجّـه يظهر جليا" في معظم نصوص دراشة يهيا * مبروخ ومطروس* 
الفكر الديني المندائي والتزامه الصارم بكلِّ ما خيّر وبكلِّ ما طيب يرفض وبشدة أي صيغة من صيغ التراخي والابتذال والانخراط
في متاهات الحياة الدنيويةالزائلة والتي تؤدي بصاحبها الى التهلكة والانحطاط . الديانة المندائية وبأعتبارها بذرة التوحيد الاولى ما كانت لتترك الانسان الا وتقوده نحو الايمان بأن خالق الخلق واحـد أحـد لا شريك له في ملكـه وملوكته وإرادته ، وبإرادته وحده خلق البشر والشجر والحشر .
دعـونا الآن نتعرّف على ثلاث نصوصٍ من نصوص دراشة يهيا المليئة بالحكمة والحياة والتأمل .
{{ أمام بوابة العالم وقف الحق متسائلا" مم خلق آدم }} *1 لنقف ونتأمل هذه العبارة [ الصورة] التي تصور رجلا" يقف منتصبا" بقامة لا نعرف كم هو طولها أو عرضها ، وهل كانت لحية بيضاء تغطّـي وجهه ، وهل كان بيده [ صولجان ] على عادة ذوي الشأن والنفوذ ! يقف أمام بوابة ؛ أهي باب عادية مصنوعة من الخشب أم من حديد ٍ هي ! أهي باب لدار ؟ هي ليست بباب بسيطة لدار ولا هي مصنوعة من حديد او خشب ؛ انها { بوابة} تفضي الى عوالم شاسعة مترامية الاطراف لا يدركها بصر ولا يمكن لخيالنا المحدود
أن يتصوّر أو يتخيل مجرد النخيّل ماذا يكمن خلف هذه البوابة التي يقف [ الحق] مسبح اسمه ، امامها . 
[ ممّ خلق آدم ] أيمكن أن نتصور الصوت الذي انطلق آنذاك ؟ أهو صوت جهوري ٌ يهز صـداه جنبات الارض و السماء ! 
ايمكن أن نعيد تصّور ( هيئة) الحق المتسائل ** مم خلق آدم ** وطبقـا" لتصورنا الارضي المحدود فسيكون من الأنسب أن نتخيله 
( مشبـه اشمه ) * كـتلة متعاظمة من نور يـتدفـق وكـأن شلال نور يغطّي الافـق ويسد المنافذ وأين ما أدرت رأسك أو رفـعته أو خفضته فسيكون النور أمامك ؛ فهو إمتداد لا منتهى له ولا مبتدأ ؛ هو امتداد ووجود في كل الوجود ، أمـا الصوت الصادر من وسط هذا النور المتعاظم ؛ فإننا نسمعه من كلِّ الجهات وفي كلّ المواقع وبنفس القوة والعنفـوان وبنفس النغمة وبنفس القسوة واللين التي نريد أن نتخيل أو تبعـا" لحالتنا الآدمية المتقلبة غير المستقرةلإننا ( نسقط ) ذواتنا لتناسب الحدث ونكيّـف الحدث بما يتلائم وأذواقنا .
وثانية دعونا نتخيل صوت الحق المتسائل وهو يطلب الإجابة ( أجيبوا .... من أخذ المبخرة وأدخلها حيث مانا العظيم ) *1
هل ران الصمت على الجميع خشية أن يغلط في الاجابة وعند ذاك سيكون غير مستحق أن لوجوده قرب الحي العظيم الذي يعرف الاجابات جميعـا"؟ أم أنه يسأل ليختبر الذين جعلهم أدوات لتنفيذ تعاليمه وتوصياته ! 
(( من من الأثري تقبّـل الدعوات والتسبيح ودلف متخفـيا" الى بيت كنـزي )) *1( [ د ل ف ] فعل من ثلاث حروف لكن .. لنتخيّل معنى هذا الفعل الثلاثي وما يوحي به ! أنه وببساطة يعني – الدخول بخفة وسرعة كاللص المتخفي الذي يخاف أن يكشف سره انه دخول غير سوي لانه لا يكون مباشرةَ الى الامام بل ألى أحد جوانب المدخـل خـشية أن يرصدة أحد ما )
وهنا نسمع صوت * ابثاهيل * -مبروخ ومطروس وهو يجيب الحق عن تساؤله ** شنكلان أثرا هو الذي حمل المبخرة ** 1 هل لنا تصور الصوت أو كيفية الاجابة ؟ أكان الصوت مرتعشا" أ كا ن وجلا" خائفا" أم أنه كمن يدافع عن الآخرين ليغطّي عـيوبهم ! 
ولكنمل الصورة الذهنية ** والذي تقبّـل الدعاء والتسبيح وانسل متخفيا" الى يت كنزي فهو سمندرئيل أثرا** [ انسلّ ] فعل آخر يدلّ على الخفة والخروج بسرعة لئلا يرصد أو يرى من قبل الآخرين _ دلف / انسل _ فعلان متضادا المعنى .
** من قوة أحاديثي وتراتيلي توقف الماء في الجداول والقـنوات**2 لنتريث قليلا" ونتأمل ونتعمق لمعرفة معاني هذا المقطع المملوء عنفـوانا" والمؤطر بالقوة الموحية بالعظمة والابتعاد عمّـا يمكن أن يخلّ بالصورة الجميلة الناطقة بكلِّ المعاني الدالة على قوة الشخصية وعلى اعتزازها بخالقها القوي . وكلنا يعلم أن للأحاديث والخطب قوة دافعـة أو كابحة إذا ما اريد لنا ان نخفف من غلوائنا ولا نندفع وراء خيالِ محضٍ يزينه لنا الشيطان الرجيم ؛ لذا نجد الشق الأول وهو القوة الدافعة الداعية الى الإستماع والتهفم ؛ لأن الأحديث لا توقف تدفق النهر ولا يوقف الطير عن الطيران وهل توقف الصلاة ما يمكن أن يحدث ! ويقف الفكر عاجزا" عن إيراد ما يمكن حدوثه من معجزات في زمنٍ توقفت فيه المعجزات عن الحدوث .... نعم ، في زمن الفطرة ، في زمن النقاء ، في زمن كان الانسان فيه انسانا" مؤمنا" يصدق ما يسمع به ويراه ؛ آنذاك كان للأنبياء والرسل معجزات لا يمكن للبشر مثلنا الإتيان بها أو بمثلها .
الاستعارة هنا- صورة – متحركة ناطقة ، نستطيع أن نضعها في جهاز التسجيل المرئي _ الفيديو _ ونوقفها ونعيد تشغيلها أنى نشاء لتدقيق جزئيات كل صغيرة وكبيرة من هذه الصورة . 
** يحيى يعظ في لياليه ، ويرشد في أماسيه ، يقول : إهتزت العجلات و المركبات .بكت الشمس وناح القمر ، سالت دموع الروهة أما أنا فقد أشبهت الجبل المحروق ، حيث لا تنمو زهرة على سفحه ، أو النهر المهجور الذي جفّ ماؤه ؛ فلا تغرس على ضفتيه الأغراس كلّ من نظر اليه إنتابه الحزن **3 . 0 الله الله الله ؛وكأن قبل كلِّ كلمة وبعدهـا سحر وبيان ، يا لروعـة الكلمات والمعاني الربانية ويا لها من موسيقى تشنف الآذان وتريح الأبدان وتزيل أطنانا" من الوصب والتعب ، يا لروعة التشبيه فلقد فاق الاعجاز كل شيء أراد أن يقول ،، أنه قبل الزواج كانت حياته قاحلة لا أمل فيها ولا ضياء .

فاروق عبدالجبار عبد الامام

*1النص الاول
*2النص الحادي عشر 
*3النص الثامن والعشرون 2 / 4 / 06 

الأربعاء, 03 نيسان/أبريل 2013 20:52

الحي العظيم و النصوص الناصورائية

ان المندائية الناصورائية عقيدة وشريعة..فالعقيدة: هي جناح المندائية النظري الذي يطلب الايمان بالحي العظيم اولا,ايماناَ لا يرقى اليه شك.

أما الشريعة: هي الجناح العملي الذي شرعهُ الحي سبحانة لعبادة , ليقيموا به ِ العلاقة السليمة بينهم وبين خالقهم ,وبينهم وبين الكون بما فيه من موجودات.. وما يربطها من علاقات.

فالعقيدة إيمان.....والشريعة عمل, ولكل منهما أصول وفروع..ومن بين العقائد الأصلية التي طلبت المندائية بها

الأيمان بالحي ووحدانيته , وتفرده بالخلق والتصرف,وتنزهه عن المشاركة في العترة و السلطان و المماثلةفي الذات و الصفات ,وتفرده باستحقاق العباده والتقديس, والأتجاه إليه سبحانه بالأستعانه والخضوع ,فلا خالق ولا مدبر غيره, ولا يماثله مما سواه شئ ,ولا تخضع القلوب وتتجه إلى شئ سواه. وهذا ما يتصل بعقيدة التوحيدوتفرد الحي العظيم وحده بالكمال وأستحقاقه دون غيره من الموجودات تقديس المخلوقين وعبادتهم إياه و التفريق الواضح بين مقام الألوهية ومقام النبوه و العبودية.

ان أساس العقيدة الناصورائية المندائية تقوم على الأيمان الراسخ ب(هيي قدمايي)الحي الاول الازلي مسبح اسمه الطاهر دون غيره وأثبات لهُ صفات الجلال و الجمال ... وهذا ما تؤكده( الكنزا ربا) الكتاب المقدس للمندائيين مبارك اسمها ب( بوثها) سورها المتعددة وكتبنا الدينيةالمقدسة فأذا تطلعنا الى السياق الكنزوي نلاحظ هنالك بوث كثيرة تشير الى وحدانية الحي العظيم { ملك النور السامي تبارك الجميع ببركاته منذ القدم وألى أبد الأبدين ,منذُ البداية والى النهايه هو الخالق لكل شئ } الكنزا ربا القسم الايمن, و { سبحانك ربي العظيم ,أسبحك ربي بقلب طاهر رب العوالم كلها, مسبحٌ ومباركٌ ومعظمٌ , ذ و الوقار والجلال , الحي الرب العلي سبحانهُ ملكُ النور السامي ذو الحول الشامل ,الذي لا حدود لقدرتهِ . النور البهي, والضياء الساطع الذي لا ينضب الرؤؤف التواب, الغفور الرحيم مخلص كل المؤمنين وناصر كل الطيبين , العزيز الحكيم , العليم البصير العارف الذي على كل شئ قدير } كنزا ربا القسم الايمن.. وهذه أول بوثا بالكتاب المقدس الكنزا ربا مبارك اسمه والتي تدل بدليل قاطع مانع من أثار رأي شك بأن الديانه المندائية تقوم على عقيدة التوحيد بالحي العظيم الجبار وتفرده بالألوهة لا يشاركه أي أحد ذو الحول الشامل...ولو سلطنا الأنظار على أحد أضواء كتبنا المقدسة نلاحظ في كتاب( سيدرا اد نشماثا ) كتاب الانفس الخاص بالتعميد (المصبتا) و طقس الارتقاء (المسقثا) في هذه البوثة على سبيل المثال وليس الحصر { باسم الحي العظيم .مبارك أنت ياسيدي عارف الحياه (مندا اد هيي) وموقر ومبارك المكان الذي جئت منه,وموقر و ممجدومتألق ذلك المكان العظيم , ويسبحك المختارون الصالحون في بيت الدين (المندا) فهم يسبحونك لمعرفتك وحكمتك .وعلمك وطيبتك وأنهم يجدونك معهم .أنت جئت, وأنت أتيت وكنت مفصحاً عن نفسك, أنت لا تحد وأبدي لا تنتهي.أنك أنت الأب وأنت الأخ وأنت الأبن* وأنت المنبع وأنت الأصل الحياه العظيمة وأنت الأول وأنت الأخر وأنت المستقبل, ... أسمك هو عارف الحياه (مندا اد هيي) , أسمك هو الحق أسمك هو نقي, أسمك هو ممجد .أسمك هو موقر , أسمك هو مزكى أسمك هو منتصر ومنتصرةهي كلمات الحق التي تنبعث من فمك على جميع الأعمال}**.

أن هذه النصوص المندائية المقدسة وغيرها تؤكد على وحدانية الخالق العظيم مسبح أسمه وأن لا معبود إلا الحي, ولا خالق ألا الحي ,ولا من يقدم النفع ويدفع الضرر عن البشر الأ الحي العظيم مبارك ومسبح اسمه.

أن من خصائص الشريعة المندائية الناصورائية أنها تشريع سماوي, يصدر الحكم على غرار ذلك فيها عن الحي سبحانه (هيي قدمايي) . فالحكم ومصدر الحكم حقيقة هو الحي سبحانه , أما ما يقرره رجال الدين في بعض الامور الدينية فهي تلك المسالك التي يكشف بها حكم الرب ,فهي المصدر بالمعنى المجازي لا الحقيقي , وأن الأصل بالأتفاق أن الحاكم هو (هيي قدمايي ) مبارك اسمه الحي الأول الأزلي وأنه لا شرع ألامنه وقد استند هذا الأتفاق الى نصوص من كتابناالمقدس الكنزا ربا مبارك اسمه {أنظروا وأسمعوا بأيمان وخذوا بكلمات ربكم } .. أن الحي سبحانه خالق جميع العوالم وجميع الكائنات والمعطي كل المواهب الحسنة الذي نوره لا يحد ,أزلي غير متغير في وجودهِ وحكمتهِ وقدرتهِ وقداستهِ وعدلهِ وجودتهِ وحقهِ.

أنهُ المرتجى الذي تتجه اليه الأبصار وحده لتخليص المخطئين من خطيئتهم و لأستمداد العون منهُ هو الحي الأول الأزلي الذي ليس لهُ بداية وأبدي ليس لهُ نهاية.

وعلا غرار ذلك يثور سؤال مهم .. هو كيفية الوصول الى رضاء الحي العظيم ؟

فنقول..يمكن ذلك عن طريق المواظبة على الصلاه و التعميد وذكر الحي سبحانه وأن لا يغيب من أفواهنا ذكر أسمه المُبجل ..حيث يقول سبحانه { كونوا لي ضياءاً وسأكون ضياءكم, وأسمي يكون في فمكم وسأكون معكم} سيدرا اد نشماثا ... هذه هي حقيقة الحي العظيم سبحانه أنهُ لن ولم يتخلى عن المندائيين في كل وقت و مكان.. و هذا هو سر بقاء الشرشا المندائيي الناصورائي الشريعة المندائية الزكية...منذُ نبينا الأول أدم كبرا قدمايا (أدم الرجل الأول) عليه السلام وألىحد اليوم على الرغم من الصعوبات التي وجاهها الدين المندائي من أضطهادات و أبادرات كما اليوم على أيدي اعداء الأنسانية و القتلة المتمرسين على اغضاب الحي الجبار.... 

أنت سيدنا يا هيي قدمايي الذي كلك رحمه ونحنُ عبيد لك وكلنا مخطئون , وأنت السيد الذي كلهُ رحمة..

وفي الختام نستخلص فيما سبق بأن الشريعة المندائية الناصورائيةهي شريعة الحي العظيم شريعة توحيدية وقائمة على التوحيد وأن منهاجها و عقيدتها تصب في التوحيد ..هذا ما دلت عليه البوث الدينية... و النصوص الفقهية...

{طوبا لمن سمع وعلم وارتفع بالنصر وشاهد مكان النور} كنزا ربا القسم الايمن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*الأبن : المقصود أن الحي العظيم هوه كل الحياه.

** كتاب التعميد المندائي.الربي رافد الريشما عبد الله ص 34-38 (نصوص مختاره)

 

 

الله ( الفكرة والقدرة )

أن مبدأ التوحيد ليس فكرة طارئة على الديانة المندائية أو خارجا عن مضمونها ، بل هو في جوهر العقيدة المندائية وركن أساس من أركانها الخمسة المعروفة وهي ( التوحيد – التعميد – الصلاة – الصوم – الصدقة ) ، وقد ارتكزت ديانتنا في بنائها اللاهوتي على حجر الزاوية فيها وهو ( التوحيد ) ، ولا تكاد تجد في أي من نصوصها الدينية أو الأدبية أو في أدعيتها 

وتراتيلها ، نصا لايبتدىء بذكر الحي العظيم ، الأزلي البصير القدير العليم العزيز الحكيم ، الذي هو منبع النور والخير والحكمة والتشريع . ويعود قدم الاعتقاد بالتوحيد في الديانة المندائية الى ( آدم ) نبي الصابئة المندائيين الأول الذي جبل على الأيمان والاعتقاد بوجود الحي العظيم ، وعلى يد الملائكة والأثريين الذين يسبّحون للخالق جلّ وعلا ، صبحا وعشيا . فوجود الخالق في ديانتنا – وهذا أمر بديهي – هو وجود سابق لوجود ( آدم )ع . ولم يك الله فكرة أبتدعها ( آدم ) أو الأنبياء من بعده ليهتدي بها بنو البشر . فقد جاء في كتابنا المقدس ( كنزا ربا ) – القسم الأيمن } ما كان لأنه ما كان ، ولا يكون لأنه لا يكون * خالد فوق كل الأكوان . لا موت يدنو منه ولا بطلان {، أي أنه أنبثق من ذاته ، ولم يك من زمن قبله ، بأمره بدأ الزمان وعرف المكان . فزمان الحي ليس كزماننا الأرضي الذي به نقيس أعمارنا ، وهو زمان ربّاني . كما ليس لله في ( كنزا ربا ) من صيرورة أو كنه ، وليس له } لا أب ولا ولد ولا يشاركه في ملكه أحد {، صانع كل شيء ، ولم يصنعه أحد .. يسمو فوق الأفكار وليست له دار.. موجود بيننا بالمعنى الغيبي وغير موجود بالمعنى المادي ..نستدل عليه حين نرى بديع صنعه ، ولا تراه أبصارنا ، بل تستدل عليه بصيرتنا} البهيّ ، الساكن في الشمال العلوي {. يتجلى لنا في الطبيعة وما وراء الطبيعة ، وهاهو العقل الإنساني يتبين ويتعرف على قدرة الخالق في كل حقول المعرفة ، فقد سقطت وعلى مر الزمن كل النظريات العلمية والفلسفية التي تشير إلى أن الصدفة التاريخية قد خلقت الوجود ، أو أن تفاعلات كيماوية أو إحيائية قد خلقت الإنسان والحيوان ، أو تلك القائلة بالنشوء والارتقاء وغيرها كثير ، وهذه ( كنزا ربا ) تقول } قال ملك النور السامي قوله فكان كل شيء * نزل بثاهيل (1) فرفع السماء وبسط الأرض ونادى ملائكة النار * وهبت الشمس ضياء ، ووهب القمر بهاء والنجوم سناء ، ورفعت كلّ إلى مدار * وتكونت العواصف والماء والنار * وتكونت الثمار والأعناب والأشجار * وكوّن الحيوان الأليف ، والوحش الكاسر * ومن التراب والطين الأحمر ، والدم والمرارة ، ومن سر الكون ، جبل آدم وحواء .. وحلت فيها نشمثا (2) بقدرة ملك النور{، وهو الذي قال للملائكة كوني فكانت ، ومن ضيائه النقي انبثقت ، أنه الله الخالق المتفرد في علاه ، آمن به المندائيون – غرس التوحيد الأول – وماآحتاجوا عبر تاريخهم الطويل أن يجسدوه في شاخص مادي ، بل أبقوه غارسا للأيمان في قلوبهم ، ومصباح هداية في عقولهم .. يحبونه لأنه كل المحبة ، ويجلوّنه ويعظمّونه في شعائرهم وصلاتهم لأنه ممجّد ، معظم ، موقر ، قيّوم ، ولم يشاركوه في سلطانه أو يصاحبوه في صولجانه ، وبهذا فقد سبّحوه وحده ،وباركوه وحده ، وعظمّوه وحده ، منحوه كل الصفات الإيجابية ، } نور لا بطلان فيه ، وخشوع لا عصيان فيه ، وبرّ لا شقاق فيه ، وأيمان لا خداع فيه ، وصدق لا كذب فيه { ، وأمتثل المندائيون لوصاياه ، عرفوها وفهموها فجسّدوها ، ثم استقاموا بها .. رجوه واتكلوا عليه ، ونهلوا من حكمته ، فاهتدوا ، وها هي ( كنزا ربا ) توصينا أن لا نشرك بالحيّ الأزلي ، ولا نسجد للشيطان ، ولا نكتنز الذهب والفضة ، وأن نموت عراة كما خلقنا .. توصينا ، أن لا نزني ولا نسرق ولا نبدّل في الكلام ، وأن نحترم الآباء والأمهات والأخوة الكبار ، وأن لا نشتهي مقتنى غيرنا ، وان الحي الأزلي يوصينا بالمحبة والألفة والرحمة والود وفرائض الدين .

 

وفي ( التسبيح الثاني من كنزا ربا – القسم الأيمن ) ما يغني النفس ويثريها ، ويزيد تقواها ويهديها ، فقد حددت أن معرفة الغيب والتنبؤ به وبما سيأتي من الزمان ، كالموت وغيره ، مرهون بأمر الحي العظيم البصير القدير العليم . ولذلك ، فأن ديانتنا لا تؤمن بالتنجيم والسحر والشعوذة ، وتؤمن بالقدر ، ولكنها لا تلغي الحذر . والله الحي الأزلي ، غفور ، رؤوف ، رحيم ، فاحص ، خبير ، قدير ، حليم ، موحي الخفايا ، كاشف الرزايا ، مقوّم الصالحين ، مخلـّص المؤمنين . } أيها الزاكي المزكي : أعف عنّا ولا تحكم علينا * نحن عملنا كل الخطايا .. عيوننا غمزت وأفواهنا لمزت وأيدينا همزت وآذاننا الى الشر أصغت : ربّنا تب علينا وترفـّق بنا وخذ بأيدينا { ، فالله – هيّي – كما نرى فاصل الحياة عن الموت ، لطيف ، رحيم ، منـّان ، منقذ لعباده الصالحين من ظلمات النار ، وهو واهب الحياة الأولى والثانية والثالثة والرابعة ، وخالق الماء الحي ، فكان للماء قدسية ، به نتعمد وفيه نرتسم برسم الحي الأزلي ونعطي له العهد ( الكشطا ) ، فنصبح مندائيين . هو الخالق الذي قدّر للأشياء منازلها ، وستبقى تدور في معاقلها الى أن يأذن الذي أمر .

1-بثاهيل : ملاك أثـري يمثل الحياة الرابعة ، شارك في عملية الخلق 

والتكوين وله مطهر

2-نشمثا : النفس وجمعها نشماثا ، وهي جوهر الحياة ، ومصدرها عالم 

النور ، وهي هبة الخالق سبحانه للأنسان

بالرغم من قلة المصادر المادية المندائييه عن وضع المندائيين في فلسطين وظهور الدعوه التي بشر بها المرشد يهيا يوهنا واهدافها الاجتماعية الاان هناك اشارات مقتضبة وردت في كتاب الكنزا ربا ودراشة اديهيا عن وضعهم والاضطهاد الديني الذي كان يلاقونه من قبل اليهود والاشارة الىتدمير وحرق اورشليم , واذا ربطنا هذة الاشارات بما كتبه المؤرخون عن الحاةالاجتماعية والسياسية التي كانت سائدة انذاك فاننا سوف نرى في فترة ظهور(يهيا يوهنا) 

الفترة التي سبقت تبشير المسيح بدعوته بان فلسطين كانت تخضع للاحتلال الاجنبي الروماني وكان المجتمع يشهد تمايزا طبقيآ حادا بين جمهور الفقراء المعدمين وهم الآغلبية الساحقة والطبقة الحاكمة المسنودة من قيل الاحتلال الروماني اضافه الى ذالك كان المجتمع الفلسطيني ينقسم الى اربع مجاميع هي جماعة الصدوقيين والفرسيون والغيارى والاسنيين وكانت هذه الفئات تتقاتل في ما بينها وقد تعاون قسم منا مع الرومان المحتل واستغل بقية ابناء الشعب ابشع استغلال , ما عدا فئة الاسنيين الذين رفضوا جميع الفرق المتواجده في فلسطين وانسحبوا الى البرية واطلقوا على انفسهم ابناء النور وعارضوا الطقوس التي يمارسها الاخرون ونظروا اليها بانها فاسده وكانوا بعيدين عن كنز الاموال ويعيشون مشتركين في المأكل والملبس والمسكن ويدعون الى مساعدة الجميع ويشير الباحثون بان يوهنا ظهر ونشط وسط هذه الجماعة

في هذه البيئة المضطربة بدآ المرشد بالوعظ وبتحريك الشعب ورفضه للحالة السائدة متهمآ الجميع بما فيهم الطبقه الحاكمة والارستقراطيين بألفساد والخطيئه بدعوة شعبية عامه صارخآ:

(ايها المختارون لا تقربوا الملوك والسلاطين وذوي النفوذ في هذا العالم و لا تثقوا بهم وبالاسلحة والمتاريس التي يجمعونها والاسرى التي يحشدونا حشدآ ولا تعتمدوا على الذهب والفضة سوف تنكسر شوكتهم وقوتهم ولن تفيدهم اموالهم الطائلة ان الذهب والفضة والمال لاتاتي لهم بألخلاص بل سوف تزول سيطرتهم وتفني ويصدر الحكم عليهم). من الكتاب المقدس للمندائيين الكنزا ربا 

(اعطوا الفقراء من الناس والمضطهدين الملاحقين خبزآ وماءآ ومأوى) الكنزا ربا

(لا تسلمواالعبيد الصالحين الى اسيادهم الاشرار ولا الضعفاء الى الظالمين الفجار ) كنزا ربا

ولكن اي سلاح يستعمله ( المعلم يهيا ) لمحاربة هؤلاء االمستبدين؟ هل يستعمل الاسلحة المصنوعة من الحديد ويقتل بها هولاء الاعداء؟ وقتل النفس الانسانية لاي سبب محرم في العقيدة المندائية

وقد جاء في الكتاب المقدس الكنزاربا:

( ايها المؤمنون الكاملون تدرعوا بأسلحة غير مصنوعة من حديد, لتكن اسلحتكم الناصورائية والايمان بألكشطا ) 

(ايها الصادقون سلحوا انفسكم بأ مضى من الحديد: سلاح ناصوراثا : وكلمات ربكم الصادقة

وليكن سلاح الناصورائي التعميد بالماء الجاري: 

{ اجر ايها الماء الحي وامتزج مع الماءالعكر ومن خلال عبيرالماء الحي يؤرق العالم برمتة وينمو ويزدهر) كنزا ربا الكتاب المقدس.

الماء الجاري والتعميد فيه رمز الحياة عند المندائيين يمنح القوة للبدن والتطهير وغفران الخطايا للنشمثا واخذ العهد المقدس من المتعمد بترك كل الاعمال السيئة والعمل من اجل المظلومين, وبمساعدة التراتيل الدينية التي يدلوها المعلم يوهنا ستتخلص النشمثا من كل الخطايا والاثام والحماقات التي ارتكبتها على الارض .

وقف المعلم على ضفة نهر الاردن وامامه سلاحه اليردنا صائحا باعلى صوته :

ايها الانسان : رأس رحمتك كن رحيمآ مع ارواح الفقراء والمضطهدين.

الظالم يشبه رمانة تزهو في ظاهرها ولكنها مملؤة بألعفونة في داخلها

ابها الناس جميعا من ملوك وامراء ورجال دين لايقولون الحق :

هلموا البسوا ملابسكم البيضاء (الرستة) رمز الطهارة والنور الالهي وطهروا انفسكم بماء الحياة 

وهكذا استقطب الربي يهيا المعمدان الناس حوله والانجذاب اليه ولدعوته الجديده و كان يقلق السلطه الحاكمة خائفة من ارشاداته تؤدي الى الثورة ضدها.

(تشير المصادر غير المندائية كما اشار المؤرخ يوسيفوس ان التأثير العظيم الذي يمارسه يوحنا على الجموع اخاف الحاكم هيردودس ان يؤدي ذالك من قيام الثورة فبادر الى سجنه واعدامه).

اما المصادر المندائية حول نهاية يهيا : بأن الملاك المندائي (مندادهيي) نزل الى نهر الاردن بأمر من ملك النور السامي ووضع يده على يهيا طالبا منه مرافقته الى عالم النور , فخلع في يردنا ثيابه ثياب اللحم والدم وارتدى بدلة الضياء وعممني بعمامة النور ليصعد مع المندادهيي بعد ان غطى جسدة بثلاث حفنات رمل فسترة وغطاة .(كنزاربا)

 

 

الخميس, 04 نيسان/أبريل 2013 00:19

الاعياد المندائية

دهوا ربا (الكرصة رأس السنة المندائية ،العيد الكبير )

يصادف هذا العيد في 1 شباط مندائي ، وفيه تجسد أبونا أدم كسيا أب الذرية الملائكية وهو المثيل الروحي لأبينا ادم بغرا (الجسد) وخرج إلى الوجود حيث ولد ولادة رمزية من رمزي الحياة السندركا (النخلة )والأينه (عين الماء الجاري ) حيث تمثل السندركا الجانب الذكري والأينه تمثل الجانب الأنثوي ، وعندما سقطت حبة لقاح من السندركا في الماء الجاري أي( الرحم المقدس ) بقيت هناك 360 يوما ومن هنا بدأت عجلة الزمن تدور وعندما اكتملت 360 يوما خرج أبينا آدم كسيا إلى العالم النوراني (مشوني كشطا ) ،نهض وقام واختبأ بين تلك الأشجار والأعناب التي تكسو العالم النوراني .اما الستة والثلاثين ساعة التي نكرص فيها فهي تمثل الثلاثمائة والستون يوما التي بقاها ساكنا في ذلك الرحم المقدس ، فبدأت تلك الستة والثلاثون ساعة في القسم الثالث من يوم كنشي وزهلي ( في الساعة السادسة مساءا ) حيث بقى ساكنا طوال تلك الساعات وعندما انتهت ، قام وتحرك وبدأت الحياة تسير وبأمر من هيي قدمايي بدأ بتكوين ذرية له وهم الملائكة والأثيريين فصار أبا لهم وسيدا لذلك العالم النقي ، وبهذا فأن تلك الساعات أصبحت ذكرى للكون أجمع يحتفل بها من قبل الملائكة وكذلك البشر بعد أن يختبئوا ست وثلاثين ساعة ويكونوا في سكون تام تمثيلا لتلك السكنة التي بقاها أبونا أدم كسيا ، في تلك الساعات تعرج الملائكة الى السماء لمباركة ميلاد أبيهم والتسبيح والشكر للرب على ذلك الخلق العظيم ، وبرجوعهم سيعود النور الى الأرض ثانية وتعود الحياة الى الأرض والى الكون أجمع .

عيد شوشيان

(عيد الستة أيام )..يوافق هذا العيد خلال يومي 6 و7 من شهر شباط مندائي الموافق (27،28 ) تموز ميلادي ،وهذا العيد هو تتويج لاكتمال الخلق الذي أمر الرب به آدم كسيا والذي بدأ بولادته هو حيث كون له عالما وذرية ،واستمر ذلك التكوين ستة أيام أما اليوم السابع وهو اليوم الذي استراح فيه أبونا آدم كسيا الذي آمر بذلك التكوين .وفي هذا العيد تعلق الأكاليل التي ترمز الى البهجة والسرور ( ابتهاجا باكتمال الخلق الذي تكون ) ،يجدل الأكاليل رجال الدين حيث يقرءون عليها النص الديني الخاص : 

(بشميهون اد هيي ربي ، أنهر كًوفني ابكًو ميا واتقيم كبيري بيردنا ،ناكَبي آناتون راوزي ، شكَندي لهاخ ايثيلخون يهبينالخون ، الأوثري سكَيي كَدللخون ومثنالخون بابا اد هيلبوني كث آسا ماربا يانقي ،كَدللخون ومثنالخون آلمي لكيمصات آلمي ، أبَرخنخون يردني سكَيي ، وبرختنخون مصبتا اد لا باطلا من ريش بريش.)

الترجمة: (بأسماء الحي العظيم ، الأشجار ازدهرت في المياه ،ومن المياه الجارية انبثق العظام أنتم بزغتم في الوجود والشكَندي جلبوا الزهور وأعطوها للأثيريين العظام ليجدلوها ويعلقوها على تلك الأبواب البيضاء كشجرة الآس التي تربي الصغار تجدل الأكاليل وتجلب الى العوالم العليا ، مباركة تلك المياه الجارية ومباركة الصباغة التي لا باطل فيها من البداية الى النهاية) .

دكُ الفل

توافق هذه المناسبة في 1 آيار مندائي حيث هبط الملاك هيبل زيوا بأمر من ملك النور العالي الى الأرض كي يعمرها ويهيئها لخلق أبونا آدم (مبارك اسمه ) حيث كانت الأرض خربة تكسيها المياه وكان غذائه التمر والسمسم وهو غذاء ملائكي لأن النخلة والسمسم الأبيض هما شجرتان مقدستان موجودتان في عوالم النور العليا ومزجهما مع بعض يسمى الفل . يحتفل المندائيون في هذه الذكرى أحياءاً لها.

دهوا هنينا(العيد الصغير )

يوافق هذا العيد 18 آيار مندائي وفي هذا اليوم عرج الملاك هيبل زيوا الى السماء بعد أن جبلت الأرض على يديه وتفجرت المياه الجارية فيها وخلق جميع الكائنات الحية بأمر الحي الأزلي وبصعوده ابتهجت عوالم النور والملائكة. وهذا نص يوضح هذه المناسبة:

(مبارك سبحانك ملك الأنوار العالي هذا اليوم والى ابد الآبدين ،بكلماتك خلق ونودي أرسل أثيري اسمه جبريل الرسول وأمرناه ، اذهب واحسر الظلام وبسر منا جبلت وصلبت الأرض ونجدت رقعة السماء وسيرت بجوفها الكواكب ،أوهب الشمس نورا والقمر تقنا والكواكب كلها لمعاناً، هب المياه بسمة والنار أسوا ، وانبت الأشجار والأعناب واجعلها مزدهرة في ذلك العالم ،أوجد الحيوانات والدواب والطيور الجميلة وكل أصنافها ذكر وأنثى أعطي ماء الحياة واجعل الماء يروي العالم كله وهب رياح أربعة ونسيم تتنسمه الدنيا ).

تذكار أبو الهريس

يوافق في 1 تموز مندائي وفيه قام أبونا نوح وابنه سام بعمل طعام الغفران (الليافة ) على أرواح الذين أماتهم الطوفان ،فلم يتبقى على متن سفينتهم سوى الحبوب التي جمعوها وهي سبعة أنواع من الحبوب وهي تمثيلا لأيام الأسبوع فسمي اليوم بيوم الهريس نسبة لهرس تلك الحبوب . 

البرونايي

الأيام الخمسة البيضاء (البنجة )…توافق هذه المناسبة بين شهري أيلول وتشرين المندائيين ،واننا هنا لم نحدد هذه الأيام بشهر محدد لأن في هذه الأيام خلق الزمن ،توافق هذه المناسبة المقدسة بشهر آذارميلادي . هذه الأيام الخمسة البيضاء تجلى فيها الرب وأعلن عن نفسه في الوجود حيث انبثقت صفاته وأسمائه في تلك الأيام حيث انبثقت صفة الحياة في اليوم الأول والعظمة في اليوم الثاني والمعرفة والعلم في اليوم الثالث ،أما اليوم الرابع فانبثقت واحدة من صفاته ألا وهي الحق ،وفي اليوم الخامس تفجرت المياه الجارية وهي سر من أسرار هيي قدمايي ومنها خلق الزمن والسنة المتكونة من 365 يوماٌ وكذلك خلقت عوالم النور ( مكان الرب ) من تلك المياه ،فهي أيام طاهرة زكيه لا تعد من الأيام ولا تدخل في عداد الزمن لأنها أسمى من أن تكون زمن يعد ، أنها خمسة أيام كأنها يوم واحد لا يشطره ليل ،،لا ظلام فيه . ليس للشر والشيطان حصة فيها ،أنها أيام الرب .. خير في خير ، صفاء في صفاء .فيها يصطبغ المندائيون ويجددوا صبغتهم وينحروا ذبائحهم من أن أجل أن يقيموا الليافة لموتاهم وفيها أيضاٌ تكرس المنادي ( بيث مندي ) وتقام الملابس الطاهرة للموتى (طرطبوني طابي دخيي)( القماشي ) ويسمى اليوم الأخير يوم التذكير . 

دهفا إد ديما ( عيد التعميد )

يوافق هذا العيد في 1 كانون مندائي وهو يوم مقدس من أيام السنة المندائية يطلق عليه أيضا ( دهفا اد يمانه ) حيث أصطبغ في هذا اليوم رسولنا ونبينا المبارك ( يهيا يهانا ) عندما كان عمره 30 يوما وكان رضيعاً هناك في جبل بروان ( الجبل الأبيض ) وكانت الأرواح النورانية ترعاه عندما أخذوه من أمه لينقذوه من توعد اليهود بقتله ، وأن هذا اليوم هو يوم مهم بالنسبة للمندائيين يصطبغ الأطفال فيه وكذلك الكبار .ان القيمة الروحية لهذا كبيرة جداً بحيث ان الذي يصطبغ في هذا اليوم برستة جديدة ستحسب له سبعون صباغة . 

كنشي وزهلي (الاجتماع والتطهير)

توافق هذه المناسبة في 30 طابيت مندائي وهو اليوم الأخير في السنة المندائية حيث يصطبغ فيه المندائيون ليتطهروا ويكونو اتقياء انقياء ليتوجهوا بعدها للكرصة التي تبدأ في الساعة السادسة من مساء يوم كنشي وزهلي ، وان النصوص الدينية تنص على وجوب صباغة الفرد المندائي في هذا اليوم والصباغة فيه بملابس جديدة تعادل سبعون مرة .

المصادر:

الكتاب المقدس كنزا ربا مبارك اسمه.

كتاب ترسر والف شيالة (الف واثنا عشر سؤال).

ديوا الما ريشايا ربا (مخطوطة العالم العلوي الكبير).

 

الحلقة الرابعة

( الأعجاز العلمي والأعجاز الإلهي )

يا لروعة الأعجاز العلمي في كتابنا المقدس ( كنزا ربّا ) ، فبعد أن وضحنا في مقالتنا السابقة تطابق أحدث النظريات العلمية حول نشأة الكون مع ما ورد في كتابنا المقدس .. نسوق لكم في هذه الحلقة البعيدة عن التعقيد اللغوي واللفظي ، ما نحسبه إعجازا ً آخرا ً لكتاب الحي العظيم ، وأسمحوا لي في البدء أن أذكر لكم مقدمة علمية ستشكل مدخلا ً لموضوع حلقتنا هذه .

( ذكر فريق دولي من العلماء الفيزيائيين من جامعة هارفارد ، أنهم قاموا بأول قياس لذرات ولدت من مضاد المادة ، وهي المادة المتفجرة والمعاكسة للمادة التي نستخدمها يوميا ً ) .

لقد أعتقد العلماء منذ زمن ، أنه عندما تكوّن الكون ، كانت فيه أجزاء متساوية من المادة ومضاد المادة ، ولكن ، لأن هاتين المادتين تبيدان بعضهما ، لم يستطع العلماء أن يدركوا ، لماذا أن المادة العادية – وليس مضاد المادة – هي المهيمنة في الكون ، وعلى المدى الطويل ستفتح هذه النتائج أبوابا ً جديدة من المواد في العلوم .

والآن ، دعونا ننظر في كتابنا المقدس ( كنزا ربّا ) ، وعلى وجه التحديد في موضوع ( المثيل السني الكامل ) الذي يشكل جزءا ً من عالم الأنوار ، يقول التسبيح الثاني من الكتاب الثالث – الجزء اليمين ( أيتها النفس تنهضين – والحي القدير تمجدين .. وله تسجدين .. سبّحي لعليين .. حيث يجلس الصالحون .. ومجّدي أدكاس زيوا ( 1 ) الأب الذي منه أنبثق آدم ) ، إن هذه البوثة ( الآية ) تفسر لنا وجود آدم بغرا ( 2 ) ( آدم الجسد ) في عالمنا الأرضي ، والذي هو زوج حواء ، ورأس السلالة البشرية ، أي أن آدم كسيا ( 3 ) ( آدم الخفي ) هو المثيل السني ل ( آدم بغرا ) ، وأنه يمثل الكمال بالنسبة له ، فهو كائن نوراني كامل في صفاته وأيمانه وقدراته التي هي جزء من قدرات عالم الأنوار . 

ولنقول مجازا ً أن ( آدم كسيا ) هو مضاد ( المقابل وليس المعاكس ) ل ( آدم بغرا ) – الخطـّاء ، غير الكامل الذي يعيش في عالمنا ( عالم الظلام ) .

لنعود الآن الى ما أكتشفه العلماء مما أوردناه في أعلاه ، فأنه يضعنا في أول الدرب للوصول الى مضاد إنسان ، لأن ذرات مضاد المادة – المتشكلة من ألكترون ذرة مادة مضادة ( بوزترون ) وبروتون مادة مضادة ( أنتي بروتون ) – ستشكل هذه الذرات جزيئا ً ثم مضاد مادة وبالتالي مضاد أنسان ، وسنصل بعدها الى ما يقوله كتابنا المقدس ( مع مثيلي أنا أتحدث .. تعال نصلي أنا وأنت .. مجّدني وأمجّدك .. ساعدني وأساعدك .. فتصعدني وأصعدك .. ) ت 6 ك 17 – اليمين .

ومضاد الأنسان هذا ليس بالضرورة أن يكون الصورة السلبية لما نحن عليه ، بل يمكن أن يكون مكملا ً لنا ، فقد عُرف في العلوم دائما ً موضوع وحدة المتناقضات ، أو تكاملها ، وعليه ، فمثلا ً ( رام بغرا ) ، يكون مثيله السني ومثاله الكامل هو ( رام كسيا ) الذي يسكن في المطراثي ( 4 ) ، وهي جزء من مشوني كشطا ( 5 ) ، وبالتالي هي جزء من عالم الأنوار . ويمكن لقوى رام كسيا الغيبية المتكاملة أو جزء منها ، أن تنتقل الى رام بغرا ، حتى قبل مماته . إذ كلما إتحد الأثنان ، سيكون من نتيجة هذا الأتحاد ( لوفا ) ( 6 ) إنتقال جزء من قدرات ال ( كسيا ) الفائقة الى ال ( بغرا ) ،وبالتالي يمتلك الأخير ما نسميه نحن ب (الكرامات) ، أو ( إعطاء المراد ) .

وقد يحصل ذلك بعد وفاة ( بغرا ) وأنتقال النفس للحساب في المطراثي لتوزن بميزان شيتل بر آدم ( النبي شيت بن آدم ) ، فإن كانت بلا حساب ، بسبب تقواها الشديد ، إلتحمت مع كسيا وأكتسبت بذلك قواها وقدراتها و( كراماتها ) و( رام كسيا ) سيسوق نفس ( رام بغرا ) بعد الموت ويصعد بها الى بارئها ،

( خارج أنا للقاء شبيهي .. وخارج شبيهي للقائي .. حنا علي ّ .. وحنوت عليه .. كأنني عائد من السبي إليه ) ت 25 اليسار .

 

والنفس تسوق الروح معها أيضا ً. أنظر الى الروح وهي تقول لنشمثا ( النفس ) .. ( قوديني معك الى أن يقام الميزان ، فيُحسب ما بي من كمال ويحسب ما بي من نقصان .. وعندها يقرر الحساب ، أتبعك أم أبقى في العذاب ) ت 25 اليسار . 

وكما عَرف آدم ، رأس السلالة البشرية ، أباه ( أدكاس زيوا ) الملاك ، 

( وحين آدم ركع ، ولأبيه الملاك خشع ، أظهر له أدكاس زيوا نفسه ، فامتلأ آدم تسبيحا ً ورتـّل جسدا ً وروحا ً ) ت2 اليمين .

فإن كل ( آدم بغرا ) ، أي كل واحد منا سيعرف ملاكه الموكل بقيادة نفسه بعد حسابها وبعد صعودها الى مشوني كشطا والى عالم الأنوار – موطنها الذي منه أتت ، فالنفس وديعة الله – الحي العظيم – في الأنسان ، ولا بد من أسترداد الوديعة ولو بعد حين ،

( وحين يتم آدم مهمته ، يُمكـّن من العودة الى موطنه ، موطن النور .. مع أدكاس زيوا أبيه .. ليكون ملاكا ً فيه ) .

إن ما نسّطره في مقالتنا هذه ليست فكرة معقدة لا يمكن فهمها أو تتبعها ، بل هي حقيقة متسلسلة يدلنا عليها كتابنا المقدس ( كنزا ربا ) ، ويمكن إيجازها بما يأتي :

في الخلق :

من عالم الأنوار ___ النفس _____ الى جسد الطين ( بغرا )

في الموت :

من جسد الطين ___ النفس _____ الى المطراثي __ الى كسيا __الى مشوني كشطا __ الى عالم الأنوار .

 

وبذلك يكون آدم كسيا لكل منا ، رقيبا ً موكلا ً – ملاكا ً – ومانحا ً للقوة لنا عند تكامل إيماننا ، وسائقا ً لأنفسنا بعد الموت .

 

( ونفذ الصوت ، نحن نسميه الحق ، وأنتم تسمونه الموت . )

 

والآن لنتمعن القول مرة أخرى في المعلومة العلمية الواردة في بداية المقالة ، ولنقرأ حقيقة ( مضاد المادة ) في وجودنا، ولماذا المادة العادية – وليس مضاد المادة – هي المهيمنة في الكون ، ولنتسائل ، أين ذهبت مضاد المادة ؟ وأين هي الآن ؟ ، إن كانت معنا ، فما شكلها ؟ ، وبشكل أدق ، ما شكل مضادي أنا ؟ ، وأين هو ؟ وما هو تأثيره علي ؟ وما موقعه مني ؟ ومن منا يملك طاقة أكبر ؟ .

أدعوك قارئي الكريم ، أن تقرأ المقالة مرة ثانية ، وأفترض معي أن كسيا هو مضاد بغرا ، فماذا سنحصل ، وماذا يكون ؟ ، صحيح أن كلا ً منا يعيش في عالمه ، ولكن عالمنا دائم الأتصال بالعالم الذي يعيش فيه ( كسيا ) كل منا ، أي أن عالم الغيب وعالم الشهادة هما على أتصال دائم ، فلا تستغرب أنتقال قدرات كسيا الى بغرا .

كما نؤمن أن طريق النفس التي أودعها الله في بغرا ، ستمر بعد الموت ب ( كسيا ) ، أو المثيل السني الكامل .

وأعتقد أيضا ً أن هذا الموضوع يحتمل بأفتراضاته العديدة أن يكون بحثاً مستقلا ً ، لعلنا نوفر له الوقت الكافي يوما ً ما .

 

الهوامش

 

1-أدكاس زيوا : كائن نوراني ، وهو آدم الخفي البهي .

2-بغرا : الجسد .

3-كسيا : الخفي .

4-المطراثي : مطراثا : مطهر في العالم الآخر لتطهير النفس من آثامها .

5-مشوني كشطا : أرض العهد ، ويعيش عليها المختارون الصالحون .

6-الأتحاد : وفي المندائية يسمى ( لوفا ) ، وهو ما تتضمنه ( رواها إد هيي ) التي تقرأ في مناسبات العزاء والتي هدفها التوسل لحصول الأتحاد بين بين كسيا وبغرا .

الحلقة الخامسة

(جدلية النور والظلام)

الجدل في اللغة ، هو شدة الخصومة ، وجدل النور والظلام هو شدة خصوماتهما ، لتفرّد كل منهما بخاصيته وموقعه والقوى المسيطرة عليه ، ولكن الجدلية القائمة بينهما ، هي تلك العلاقة القائمة على الشدّ والجذب أحيانا ً وعلى التنافر حينا ً آخر ، فينشأ عن ذلك ما يمكن تسميته ، منطق صراع هذين المتناقضين في أطار وحدتهما ، وكلاهما يشكلان وحدة الوجود الغيبي والمادي .

وفي كتابنا المقدس ( كنزا ربا ) ، لم يحظ شيء ما بمقدار ما حظيت به موضوعة النور والظلام من تلازم واضح ، تجده في مجمل البوث ( السور ) ، وفي مضمونها أيضا ً. 

فالنور والضياء هما نقيضا الظلام والديجور . والله – الحي العظيم – متقن ضياؤه ، بهي نوره ، ومن ضيائه النقي أنبثقت ملائكة التسبيح الذين لا حد ّ لهم ، وأشعاعات نوره تنبعث من بين أوراق أكليله من الأكوان ، لأنه رب أكوان النور جميعا ً ، وهو ملك النور السامي ، والحنان والتسامح والرحمة من طبيعة هذا النور ، وهو الحكمة ، وضوء الحكمة ينير قلب المؤمن ، والحي قائم في النور ، وأرض النور مثل نار تضيء على قمم شاهقة ، وكألتماعة النجوم في سماء رائقة ، أنها بهية ، كشمس أشرقت على الخمائل والجنان ، وكألق البدر ذي البهاء والأتقان ، كأنها سراج يضيء في زجاجة من بلور ، وثبّت فيها الله الأثريين (1) وملائكة النور ، وزيّنها بمصابيح تدور ، ووهبها سارية ً ، ومياها ً جارية ً ، وعطـّرها بالأريج ، وأنبت فيها من كل شيء بهيج . ولا حدّ للنور ، ولا يُدرى متى صار ، حيث قبل الأكوان جميعا ً صار الثمر العظيم .

وبأمر ملك النور العظيم ، حلّ الثمر العظيم داخل الثمر العظيم ، وبأمره سبحانه ، كان أثير الضياء العظيم ( آير زيوا ) (2) ، الذي منه كانت الحرارة الحية ، ومن الحرارة الحية كان النور ، وبقدرة الله صارت الحياة ، ثم صار الأثريون ، وبعد أن صارت الحياة ، صار الظلام ، وعالم النور فوق عالم الظلام المملوء كله بالشر والغائلة وبالنار الآكلة ،.. وفي بلد الظلام يوجد الماردون ، فيه ( هيواث )(3) ، وهي تجأر في الظلام ، وفيه الأشرار والكفار يلتحفون بالديجور ، وفيه الشر والعصيان والسحر والشعوذة ، وهي جميعها رجس من بلد الظلام .ومخلوقات عالم الظلام التي شاءها الخالق الجليل أن تكون نقيضا ً لمخلوقات عالم النور ، والشيء يُعرف بنقيضه كما يُقال ، هي أحدث من الأثريين ، ( بهاق زيوا )(4) أقدم من الروهة(5) ، كما الماء من الظلام أقدم ، أما كيف صار الظلام ، ومم َّ جُبـِل َ ؟ ، ولِمَ لا يبطـُل الظلام ، والنور قائم من البدء الى المنتهى؟ ، لكن الظلام على النور لا يُحسب ، والدار المظلمة لا تنير ، والظلام لا يتسع ، وهو في كنه ذاته يستر ، وكل ما ينتج عنه ، فهو باطل ، وأبناء الظلام باطلون ، ومردة الظلام هم أتباع الشيطان ، والشرير بشرّه يقف على أبواب الظلام ، بيد أن الصالح بصلاحه ، يصعد الى بلد النور ، وسيظل النور والظلام يتصارعان ، منذ أن نزلت الروهة الشوهاء الى الأرض حاملة معها كل ما يطفيء الضياء ، وأرادت أغراق آدم وحواء في الآثام ، .. فأبتدأ عندها صراع الخير والشر في ذات المخلوق ، وبهذا يُمتحن الأيمان ، وحين يكتمل العالم ، تسقط الأرض في الظلمات ، فهي الى أصلها سترجع ،.. في عالم الظلام نفوس ونفوس معبأة ، مثل فوانيس مُطفأة ، هذه تقدمت للحساب ، وهذه مُرجأة ، نفوس بلا عدد ، لا يسأل عنها أحد .. محشورة ٌ في العذاب ، منتظرة ساعة الحساب ( أرواحهم تبلى .. ونفوسهم بالعذاب تـُصلى ، مقيمون فيه الى يوم الدين * يومها الأرض والسماء تتهدمان وليس لهم بينهما مكان ، الكواكب تتساقط ويلفها الدخان ، والشمس والقمر يتبعثران .. فأين يذهبون ؟ بل هم في الظلام موثقون ، موتا ً ثانيا ً يموتون ، لا ينطلقون ولا يصعدون ) ، تلك هي النفوس التي أغواها الشيطان وأضلـّها . وأما عالم الظلام ، فأرض مقفرة مسعورة ، دُفِعت الى أقصى الجنوب ، بعيدا ً عن المعمورة ، والنشماثا(6) التي تخرج من عالم النور ، ستصعد ثانية الى عالم النور ، وستلبس الضياء وأردية من نور ، .. أما التي تمردت وبالأشباح أعترفت ، فلن تمثل أمام الله ، وعالم النور لن تراه ( ملك سام * عظيم المقام * ساهر لا ينام * لا يُرى ولا يرام * الا بالحدس والتلميح * والصلاة والتسبيح ) .

والغلبة يومها للمؤمنين الذين ستكون عكازاتهم هي أعمالهم الخيرة التي عليها يتوكأون ، .. فمن أراد النور فطريقه واضح وميسّر ، ومن أراد الظلام وأنتصرت في نفسه هواجس الشيطان ، فعليه وحده وزر ما تأتي يداه من فعل قبيح .

والنور أبقى وأعلى ، والظلام زائل وأدنى ، والله أراد لنا هذا الأمتحان ، وسيظل يتقاتل الكفر والأيمان ، ماعاش على وجه الأرض أنسان ، فهكذا يُمتحن الأيمان .

 

الهوامش :

1- الأثريون : جمع أثري ، وهو الملاك .

2- آير زيوا : كائن نوراني ، أثير ، ريح ، هواء ، الطبقات العليا من السماء .

3- هيواث : هو أسم من أسماء ، أم عالم الظلام .

4- بهاق زيوا : الضوء المشع، وهو كائن نوراني ، وهوأسم آخر يطلق على ( أباثر ) ملاك عالم الميزان .

5- الروهة : الروح الشريرة ، أم عالم الظلام .

6- النشماثا : النفوس ، وهي جوهر الحياة ، ومصدرها عالم النور ، وهي هبة الخالق سبحانه للأنسان .

الصفحة 1 من 3